للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على ظاهر النص) و"المنهاج" [ص ٥٤٧]: (أو لا يدخل بيتاً .. حنث بكل بيتٍ من طين أو حجرٍ أو آجرٍّ أو خشب أو خيمةٍ) محله: فيما إذا قال ذلك بالعربية، فلو قال بالفارسية: (درخانه نشوم) .. لم يحنث بالخيمة وبيت الشعر كما حكاه الرافعي عن القفال والإمام والغزالي والروياني وغيرهم؛ لأن العجم لا يطلقون هذا الاسم إلا على المبني، وفي "التتمة" وجه: أنه لا فرق بين العربية والفارسية (١)، وعلى الأول مشى "الحاوي" فقال [ص ٦٤٩]: (نَهْ خَانَه) وقوله: (نَه) هي فارسية بمعنى: لا، ولم يكن له حاجة إلى الإتيان بها، بل لو قال: (لا خانه) .. لكان أحسن، وأسقط هذه المسألة في "الروضة".

٥٧٤٨ - قول "المنهاج" [ص ٥٤٧]: (ولا يحنث بغار جبل) قال شيخنا في "تصحيح المنهاج": هو مخالف للأصل الذي اعتمده الشافعي في بيوت الشعر والجلود، وهو أنه ثبت لها اسم البيوت في قوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا}، وهذا ثابت لما يكون في الجبال من ذلك؛ كقوله تعالى: {وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا}، وهذا موجود في الشام وغيرها يتخذون بيوتاً في الجبال يسكنون فيها، وهو أحق بالحنث به من الخيمة ونحوها، وقل من تعرض لغار الجبل، وهو مذكور في "التهذيب" (٢)، وهو محمول على غار لم يتخذ للسكن، فأما ما اتخذ من ذلك سكناً .. فإنه يحنث به على أصل الشافعي رضي الله عنه. انتهى.

٥٧٤٩ - قول "التنبيه" [ص ١٩٨]: (وإن قال: لا دخلت على فلان، فدخل على قوم هو فيهم واستثناه بقلبه .. فقد قيل: لا يحنث، وقيل: يحنث) الأصح: أنه يحنث، وعليه مشى "الحاوي" و"المنهاج" (٣)، لكن قوله: (وفي قول: إن نوى الدخول على غيره دونه .. لا يحنث) (٤) مخالف لظاهر كلام "التنبيه" في أن الخلاف في ذلك وجهان، وبه صرح "المهذب" تبعاً للشيخ أبي حامد (٥).

وقال شيخنا في "تصحيح المنهاج": المعتمد القطع بأنه يحنث، وطريق الخلاف ضعيف.

٥٧٥٠ - قول "التنبيه" [ص ١٩٨]: (وإن قال: لا سلمت على فلان، فسلم على قوم هو فيهم واستثناه بقلبه .. لم يحنث، وإن لم ينو شيئاً .. ففيه قولان) الأظهر: أنه يحنث، وعليه مشى "المنهاج" و"الحاوي" (٦)، لكن ذكر شيخنا في "تصحيح المنهاج" أمرين:


(١) فتح العزيز (١٢/ ٢٨٥)، وانظر "نهاية المطلب" (١٨/ ٣٤٤)، و"الوجيز" (٢/ ٢٢٧).
(٢) التهذيب (٨/ ١٢١).
(٣) الحاوي (ص ٦٥٤)، المنهاج (ص ٥٤٧).
(٤) انظر "المنهاج" (ص ٥٤٧).
(٥) المهذب (٢/ ١٣٨).
(٦) الحاوي (ص ٦٥٤)، المنهاج (ص ٥٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>