للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٥٣ - قول "المنهاج" - والعبارة له - و"الحاوي": (ولا بمن تلزمه إعادةٌ كمقيم تيمم) (١) يشمل: ما إذا اقتدى به مثله، وهو الأصح في "الروضة" (٢)، وقال شيخنا الإمام سراج الدين البلقيني: مسألة المقيم المتيمم إذا اقتدى به مثله لم يصرح بها أحد من الأصحاب، والأصح فيها: الجواز، بل الأصح في فاقد الطهورين بمثله: الجواز، والرافعي لم يصحح فيها المنع، وإنَّما قال: إنه أوفق لإطلاق أكثرين؛ حيث منعوا الاقتداء به ولم يفصلوا. انتهى (٣).

٧٥٤ - قول "التنبيه" [ص ٣٩]: (ولا تجوز صلاة قارئ خلف أمي ولا أخرس ولا أرت ولا ألثغ في أحد القولين) (٤) فيه أمور:

أحدها: أن الأصح: البطلان، وهو مفهوم من حكاية "المنهاج" له عن الجديد، وعليه مشى "الحاوي" (٥).

ثانيها: اقتضى كلامه أن هؤلاء غير داخلين في الأمي لعطفهم عليه، وصرح "المنهاج" بدخولهم فيه، فقال في الأمي [ص ١٢٠]: (وهو من يُخِلّ بحرف أو تشديدة من "الفاتحة")، ومن المعلوم أن الأخرس كذلك، ثم قال [ص ١٢٠]: (ومنه: أرت وألثغ)، وعلى ذلك يحمل قول "الحاوي" [ص ١٧٧]: (كالأرت والألثغ) فهو تمثيل لا تنظير.

ثالثها: محل الخلاف: فيمن عصاه لسانه أو طاوعه ولم يمض زمن يمكن التعلم فيه، فإن مضى وقَصَّر بترك التعلم .. فلا يصح الاقتداء به قطعًا، قاله الرافعي والنووي (٦)، وقد ذكر "المنهاج" نظيره في اللاحن (٧)، وهذا وارد على "المنهاج" أيضًا، لكن في "الكفاية" عن ابن يونس طريقة طاردة للخلاف، وهي أيضًا في "التهذيب" (٨).

قال في "المهمات": (إلَّا أن هذا الخلاف خاص بقسمين من أقسام الأمي، وهما الأرت


(١) الحاوي (ص ١٧٧)، المنهاج (ص ١٢٠).
(٢) الروضة (١/ ٣٤٩).
(٣) انظر "فتح العزيز" (٢/ ١٥٨).
(٤) الرتة بالضم: حبسة في اللسان، وعن المبرد: هي كالريح تمنع الكلام، فإذا جاء شيء منه .. اتصل، قال: وهي غريزة تكثر في الأشراف، وقيل: إذا عرضت للشخص .. تتردد كلمته ويسبقه نفسه، وقيل: يدغم في غير موضع الإدغام، يقال منه: (رت) (رتتًا) من باب تعب فهو (أرت) وبه سمي، والمرأة (رتاء)، والجمع (رت) مثل أحمر وحمراء وحمر. واللثنة: حبسة في اللسان حتَّى تصير الراء لامًا أو غينًا، أو السين ثاء ونحو ذلك، قال الأزهري: اللثغة: أن يعدل بحرف إلى حرف، و (لثغ) (لثغًا) من باب تعب فهو (ألثغ)، والمرأة (لثغاء) مثل أحمر وحمراء. انظر "المصباح المنير" (١/ ٢١٨)، (٢/ ٥٤٩).
(٥) الحاوي (ص ١٧٧)، المنهاج (ص ١٢٠).
(٦) انظر "فتح العزيز" (٢/ ١٥٩)، و"المجموع" (٤/ ٢٣٥).
(٧) المنهال (ص ١٢٠).
(٨) التهذيب (٢/ ٢٦٦، ٢٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>