أرجو أن أفيد بأن فرع الخرطوم قد سمح بكشف حساب الاتحاد التعاوني لمنطقة غرب النيل بدفع شيك من حسابهم محرر بأمرهم بمبلغ ١,٢٤٥,١٠ جنيه (واحد مليون ومئاتان وخمسة وأربعون ألف وعشرة جنيها) لتغطية قيمة ٦٥٠٠ كرتونة لبن لتوزع بواسطة الاتحاد المحلي على الجمعيات التعاونية وقد تم اتفاقا شفهيا بين السيد / مدير فرع الخرطوم والمسئولين بالاتحاد بأن يتقاضى البنك ربحا قدره جنيه واحد عن كل كرتونة لبن من عدد ال ٦٥٠٠ كرتونة لبن عليه نرجو التكرم بأن تفيد هيئة الرقابة الشرعية بالبنك عن مدى شرعية هذا التعامل والله الموفق؟
الجواب
يتضح لنا أن ما جاء بطلب الفتوى أن البنك فرع الخرطوم قد أقرض الزبون - الاتحاد التعاوني لمنطقة غرب النيل - مبلغ ١,٢٤٥,٠١٠ جنيها بأن كشف حسابهم بهذا المبلغ لشراء ٦٥٠٠ كرتونة لبن في مقابل أن يتقاضى البنك ٦٥٠٠ جنيها أي جنيها عن كل كرتونة لا ريب أن هذه المعاملة والتي نفذها البنك للزبون المذكور تعد نوعا من أنواع القروض فالبنك أقرض الزبون ذلك المبلغ وهو محتاج إليه لسداد قيمة اللبن المذكور في مقابل زيادة ٦٥٠٠ جنيه تدفع بالإضافة إلى المبلغ المقترض ولما كان المبلغ المقترض اشترطت فيه هذه الزيادة ٦٥٠٠ جنيه فهو بلا شك قرض بفائدة وهو في هذه الحالة نوع من أنواع الربا المحرم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم
كل قرض جر نفعا فهو ربا
صدق رسول الله وهو الربا المنهي عنه في القرآن الكريم لقوله تعالى:
(سورة:٣, آية:١٣٠)
يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة
وهو ربا الجاهلية الذي حرمه الإسلام حيث كان قرضا مؤجلا بزيادة مشروطة وكأن الزيادة بدلا من الأجل فأبطله الله تعالى والتحريم لهذا النوع من الربا ظاهر لا يحتاج إلى بيان زيادة على أصل الدين وأجل تؤدي بعده الزيادة فالبنك منح الزبون المبلغ المذكور واشترط عليه أن يرده له بزيادة ٦٥٠٠ جنيها بعد أجل لهذا ترى الهيئة أن هذه المعاملة نوع من أنواع الربا المحرم شرعا مما يتعين على البنك إبطال هذه المعاملة وإرجاع المبلغ الزيادة إلى الزبون فورا لمخالفته الأحكام الشرعية وما نص عليه قانون هذا البنك للزبون قرضا حسنا بدون فائدة وفي الختام ترجو الهيئة من إدارة البنك تنبيه السادة التنفيذيين إلى عدم الدخول في مثل هذا النوع من التعامل وتوجيههم توجيها صحيحا حتى لا تتكرر مثل هذه المعاملة ولنبعد أموال البنك من شبهة التحريم وهو أمر خطير إن لم يعالج في حينه قال تعالى:
(سورة:٢, آية:٢٧٦)
يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم