للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإيوان مصلى، وإن فيه لتماثيل جص فما حركها.

كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ، عَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ سَيْفٍ، عن مُحَمَّد وطلحة والمهلب، وشاركهم سماك الهجيمي، قالوا: وقد كان الملك سرب عياله حين أخذت بهرسير إلى حلوان، فلما ركب المسلمون الماء خرجوا هرابا، وخيلهم على الشاطئ يمنعون المسلمين وخيلهم من العبور، فاقتتلوا هم والمسلمون قتالا شديدا، حتى ناداهم مناد: علام تقتلون انفسكم! فو الله ما في المدائن من أحد فانهزموا واقتحمتها الخيول عليهم، وعبر سعد في بقية الجيش.

كتب إلي السري، عن شعيب، عن سيف، عن مُحَمَّد وطلحة والمهلب، قالوا: أدرك أوائل المسلمين أخريات أهل فارس، فأدرك رجل من المسلمين يدعى ثقيفا احد بنى عدى ابن شريف، رجلا من أهل فارس، معترضا على طريق من طرقها يحمي أدبار أصحابه، فضرب فرسه على الإقدام عليه، فأحجم ولم يقدم، ثم ضربه للهرب فتقاعس حتى لحقه المسلم، فضرب عنقه وسلبه كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ، عَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ سَيْفٍ، عن عطية وعمرو ودثار أبي عمر، قالوا: كان فارس من فرسان العجم في المدائن يومئذ مما يلي جازر، فقيل له: قد دخلت العرب وهرب أهل فارس، فلم يلتفت إلى قولهم، وكان واثقا بنفسه، ومضى حتى دخل بيت أعلاج له، وهم ينقلون ثيابا لهم، قال: ما لكم؟ قالوا: أخرجتنا الزنابير، وغلبتنا على بيوتنا، فدعا بجلاهق وبطين، فجعل يرميهن حتى ألزقهن بالحيطان، فأفناهن وانتهى إليه الفزع، فقام وأمر علجا فأسرج له، فانقطع حزامه، فشده على عجل، وركب، ثم خرج فوقف ومر به رجل فطعنه، وهو يقول:

خذها وأنا ابن المخارق! فقتله ثم مضى ما يلتفت إليه.

كَتَبَ إلي السري، عن شعيب، عن سيف، عن سعيد بْن المرزبان بمثله، وإذا هو ابن المخارق بْن شهاب.

قالوا: وأدرك رجل من المسلمين رجلا منهم معه عصابة يتلاومون،

<<  <  ج: ص:  >  >>