للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَخَفِيفِهِ، وَمَا قَدَرُوا عَلَيْهِ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، وَبِالنِّسَاءِ وَالذَّرَارِيِّ، وَتَرَكُوا فِي الْخَزَائِنِ مِنَ الثِّيَابِ وَالْمَتَاعِ وَالآنِيَةِ وَالْفُضُولِ وَالأَلْطَافِ وَالأَدْهَانِ مَا لا يُدْرَى مَا قِيمَتُهُ، وَخَلَّفُوا مَا كَانُوا أَعَدُّوا لِلْحِصَارِ مِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالأَطْعِمَةِ وَالأَشْرِبَةِ، فَكَانَ أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ الْمَدَائِنَ كَتِيبَةَ الأَهْوَالِ، ثُمَّ الْخَرْسَاءِ، فَأَخَذُوا فِي سِكَكِهَا لا يُلْقُونَ فِيهَا أَحَدًا وَلا يَحُسُّونَهُ إِلا مَنْ كَانَ فِي الْقَصْرِ الأَبْيَضِ، فَأَحَاطُوا بِهِمْ وَدَعَوْهُمْ، فَاسْتَجَابُوا لِسَعْدٍ عَلَى الْجَزَاءِ وَالذِّمَّةِ، وَتَرَاجَعَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْمَدَائِنِ عَلَى مِثْلِ عَهْدِهِمْ، لَيْسَ فِي ذَلِكَ مَا كَانَ لآلِ كِسْرَى وَمَنْ خَرَجَ مَعَهُمْ، وَنَزَلَ سَعْدٌ الْقَصْرَ الأَبْيَضَ، وَسَرَّحَ زَهْرَةَ فِي الْمُقَدِّمَاتِ فِي آثَارِ الْقَوْمِ إِلَى النَّهْرَوَانِ، فَخَرَجَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى النَّهْرَوَانِ، وَسَرَّحَ مِقْدَارَ ذَلِكَ فِي طَلَبِهِمْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ.

كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ، عن شعيب، عن سيف، عن الأعمش، عن حبيب بن صهبان أبي مالك، قال: لما عبر المسلمون يوم المدائن دجلة، فنظروا إليهم يعبرون، جعلوا يقولون بالفارسية: ديوان آمد وقال بعضهم لبعض: والله ما تقاتلون الإنس وما تقاتلون إلا الجن فانهزموا.

كَتَبَ إِلَيَّ السَّرِيُّ، عَنْ شُعَيْبٍ، عَنْ سَيْفٍ، عن عطية بْن الحارث وعطاء بْن السائب، عن أبي البختري، قال: كان رائد المسلمين سلمان الفارسي، وكان المسلمون قد جعلوه داعية أهل فارس قال عطية: وقد كانوا أمروه بدعاء أهل بهرسير، وأمروه يوم القصر الأبيض، فدعاهم ثلاثا قال عطية وعطاء: وكان دعاؤه إياهم أن يقول: إني منكم في الأصل، وأنا أرق لكم، ولكم في ثلاث أدعوكم إليها ما يصلحكم: أن تسلموا فإخواننا لكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإلا فالجزية، وإلا نابذناكم على سواء، إن اللَّه لا يحب الخائنين قال عطية: فلما كان اليوم الثالث في بهرسير أبوا أن يجيبوا إلى شيء، فقاتلهم المسلمون حين أبوا ولما كان اليوم الثالث في المدائن قبل أهل القصر الأبيض وخرجوا، ونزل سعد القصر الأبيض واتخذ

<<  <  ج: ص:  >  >>