يفعل ذَلِكَ، واجتمع إِلَيْهِ بشر كثير من قومه، فلما بلغ ذَلِكَ عَلِيًّا وجه المسيب ابن نجبة الفزاري، فسار حَتَّى لحق ابن مسعدة بتيماء، فاقتتلوا ذَلِكَ الْيَوْم حَتَّى زالت الشمس قتالا شديدا، وحمل المسيب عَلَى ابن مسعدة فضربه ثلاث ضربات، كل ذَلِكَ لا يلتمس قتله ويقول لَهُ: النجاء النجاء! فدخل ابن مسعدة وعامة من مَعَهُ الحصن، وهرب الباقون نحو الشام، وانتهب الأعراب إبل الصدقة الَّتِي كَانَتْ مع ابن مسعدة، وحصره ومن كَانَ مَعَهُ المسيب ثلاثة أيام، ثُمَّ ألقى الحطب عَلَى الباب، وألقى النيران فِيهِ، حَتَّى احترق، فلما أحسوا بالهلاك أشرفوا عَلَى المسيب فَقَالُوا: يَا مسيب، قومك! فرق لَهُمْ، وكره هلاكهم، فأمر بالنار فأطفئت، وَقَالَ لأَصْحَابه: قَدْ جاءتني عيون فأخبروني أن جندا قَدْ أقبل إليكم من الشام، فانضموا فِي مكان واحد فخرج ابن مسعدة فِي أَصْحَابه ليلا حَتَّى لحقوا بِالشَّامِ، فَقَالَ لَهُ عبد الرَّحْمَن بن شبيب: سر بنا فِي طلبهم، فأبى ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ:
غششت أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وداهنت فِي أمرهم وفيها أَيْضًا وجه مُعَاوِيَة الضحاك بن قيس، وأمره أن يمر بأسفل واقصة، وأن يغير عَلَى كل من مر بِهِ ممن هُوَ فِي طاعة علي من الأعراب، ووجه مَعَهُ ثلاثة آلاف رجل، فسار فأخذ أموال الناس، وقتل من لقي من الأعراب، ومر بالثعلبية فأغار عَلَى مسالح علي، وأخذ أمتعتهم، ومضى حَتَّى انتهى إِلَى القطقطانة، فأتى عَمْرو بن عميس بن مسعود، وَكَانَ فِي خيل لعلي وأمامه أهله، وَهُوَ يريد الحج، فأغار عَلَى من كَانَ مَعَهُ، وحبسه عن المسير، فلما بلغ ذَلِكَ عَلِيًّا سرح حجر بن عدي الكندي فِي أربعة آلاف، وأعطاهم خمسين خمسين، فلحق الضحاك بتدمر فقتل مِنْهُمْ تسعة عشر رجلا، وقتل من أَصْحَابه رجلان، وحال بينهم الليل، فهرب الضحاك وأَصْحَابه، ورجع حجر ومن معه