للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شديدة، ثم تمثل قول عبد العزى بن صهل الأزدي:

إذا ما معشر تركوا نداهم ... ولم يأتوا الكريهة لم يهابوا

ارجعا إلى ابن مطيع، فأعلماه حالي التي أنا عليها فقال له زائدة بن قدامة: أما أنا ففاعل، فقال: وأنت يا أخا همدان فاعذرني عنده فإنه خير لك.

قال أبو مخنف: فحدثني إسماعيل بن نعيم الهمداني، عن حسين بن عبد الله، قال: قلت في نفسي: والله إن أنا لم أبلغ عن هذا ما يرضيه ما أنا بآمن من أن يظهر غدا فيهلكني قال: فقلت له، نعم، انا أضع عند ابن مطيع عذرك، وأبلغه كل ما تحب، فخرجنا من عنده، فإذا أصحابه على بابه، وفي داره منهم جماعة كثيرة قال: فأقبلنا نحو ابن مطيع، فقلت لزائدة بن قدامة: أما إني قد فهمت قولك حين قرأت تلك الآية، وعلمت ما أردت بها، وقد علمت أنها هي ثبطته عن الخروج معنا بعد ما كان قد لبس ثيابه، وأسرج دابته، وعلمت حين تمثل البيت الذي تمثل إنما أراد يخبرك أنه قد فهم عنك ما أردت أن تفهمه، وأنه لن يأتيه قال: فجاحدني أن يكون أراد شيئا من ذلك، فقلت له: لا تحلف، فو الله ما كنت لأبلغ عنك ولا عنه شيئا تكرهانه، ولقد علمت أنك مشفق عليه، تجد له ما يجد المرء لابن عمه فأقبلنا الى ابن مطيع، فأخبرناه بعلته وشكواه، فصد قنا ولها عنه.

قال: وبعث المختار إلى أصحابه، فأخذ يجمعهم في الدور حوله، وأراد أن يثب بالكوفة في المحرم، فجاء رجل من أصحابه من شبام- وكان عظيم الشرف يقال له عبد الرحمن بن شريح- فلقي سعيد بن منقذ الثوري وسعر ابن أبي سعر الحنفي والأسود بن جراد الكندي وقدامة بن مالك الجشمي، فاجتمعوا في منزل سعر الحنفي، فحمد اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:

أَمَّا بَعْدُ، فإن المختار يريد أن يخرج بنا، وقد بايعناه ولا ندري أرسله إلينا ابن الحنفية أم لا، فانهضوا بنا إلى ابن الحنفية فلنخبره بما قدم علينا به

<<  <  ج: ص:  >  >>