للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أيدي سفهائكم، وإلا تفعلوا فلوموا أنفسكم ولا تلوموني، فو الله لاوقعن بالسقيم العاصي، ولأقيمن درء الأصعر المرتاب فقام إليه السائب بن مالك الأشعري، فقال: أما أمر ابن الزبير إياك الا تحمل فضل فيئنا عنا إلا برضانا فإنا نشهدك أنا لا نرضى أن تحمل فضل فيئنا عنا، والا يقسم إلا فينا، وألا يسار فينا إلا بسيرة علي بن أبي طالب التي سار بها في بلادنا هذه حتى هلك رحمة الله عليه، ولا حاجة لنا في سيرة عثمان في فيئنا ولا في أنفسنا، فإنها إنما كانت أثرة وهوى، ولا في سيرة عمر بن الخطاب في فيئنا، وإن كانت أهون السيرتين علينا ضرا، وقد كان لا يألو الناس خيرا فقال يزيد ابن أنس: صدق السائب بن مالك وبر، رأينا مثل رأيه، وقولنا مثل قوله.

فقال ابن مطيع: نسير فيكم بكل سيره احببتموها وهو يتموها ثم نزل فقال:

يزيد بن أنس الأسدي: ذهبت بفضلها يا سائب، لا يعدمك المسلمون! أما والله لقد قمت وإني لأريد أن أقوم فأقول له نحوا من مقالتك، وما أحب أن الله ولى الرد عليه رجلا من أهل المصر ليس من شيعتنا.

وجاء إياس بن مضارب إلى ابن مطيع، فقال له: إن السائب بن مالك من رءوس أصحاب المختار، ولست آمن المختار، فابعث إليه فليأتك، فإذا جاءك فاحبسه في سجنك حتى يستقيم أمر الناس، فإن عيوني قد أتتني فخبرتني أن أمره قد استجمع له، وكأنه قد وثب بالمصر قال: فبعث إليه ابن مطيع زائدة بن قدامة وحسين بن عبد الله البرسمي من همدان، فدخلا عليه، فقالا: أجب الأمير، فدعا بثيابه وامر باسراج دابته وتحشخش للذهاب معهما، فلما رأى زائدة بن قدامة ذلك قرأ قول الله تبارك وتعالى:

«وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ» ، ففهمها المختار، فجلس ثم ألقى ثيابه عنه، ثم قال: ألقوا علي القطيفة، ما أراني إلا قد وعكت، إني لأجد قفقفة

<<  <  ج: ص:  >  >>