للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دع القوم لا تقتلهمُ وانج سالما ... وشمر هداك الله بالخيل فاخرج

وإني لأرجو يا ابنة الخير أن أرى ... على خير أحوال المؤمل فارتجي

ألا حبذا قولي لأحمر طيئ ... ولابن خبيب قد دنا الصبح فادلج

وقولي لهذا سر وقولي لذا ارتحل ... وقولي لذا من بعد ذلك اسرج

وجعل يعبث بعمال المختار وأصحابه، ووثبت همدان مع المختار فأحرقوا داره، وانتهبوا ضيعته بالجبة والبداة، فلما بلغه ذلك سار إلى ماه إلى ضياع عبد الرحمن بن سعيد بن قيس، فأنهبها وأنهب ما كان لهمدان بها، ثم أقبل إلى السواد فلم يدع مالا لهمداني إلا أخذه، ففي ذلك يقول:

وما ترك الكذاب من جل مالنا ... ولا الزرق من همدان غير شريد

أفي الحق أن ينهب ضياعي شاكر ... وتأمن عندي ضيعة ابن سعيد!

ألم تعلمي يا أم توبة أنني ... على حدثان الدهر غير بليد

أشد حيازيمي لكل كريهة ... وإني على ما ناب جد جليد

فإن لم أصبح شاكرا بكتيبة ... فعالجت بالكفين غل حديد

همُ هدموا داري وقادوا حليلتي ... إلى سجنهم والمسلمون شهودي

وهم أعجلوها أن تشد خمارها ... فيا عجبا هل الزمان مقيدي!

فما أنا بابن الحر إن لم أرعهمُ ... بخيل تعادى بالكماة أسود

وما جبنت خيلي ولكن حملتها ... على جحفل ذي عدة وعديد

وهي طويلة قال: وكان يأتي المدائن فيمر بعمال جوخى فيأخذ ما معهم من الأموال، ثم يميل إلى الجبل، فلم يزل على ذلك حتى قتل المختار، فلما قتل المختار قال الناس لمصعب في ولايته الثانية: إن ابن الحر شاق ابن زياد والمختار، ولا نأمنه أن يثب بالسواد كما كان يفعل، فحبسه مصعب فقال ابن الحر:

<<  <  ج: ص:  >  >>