للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إني لأرجو إذا ما فاقة نزلت ... فضلا من الله في كفيك يبتدر

فاجبر اخالك او هي الفقر قوته ... لعله بعد وهي العظم ينجبر

جفا ذوو نسبي عني وأخلفني ... ظني فلله دري كيف آتمر

يا واهب القينة الحسناء سنتها ... كالشمس هركولة في طرفها فتر

وما تزال بدور منك رائحة ... وآخرون لهم من سيبك الغرر

نماك للمجد أملاك ورثتهمُ ... شم العرانين في أخلاقهم يسر

ثاروا بقتلى وأوتار تعددها ... في حين لا حدث في الحرب يتئر

واستسلم الناس إذ حل العدو بهم ... فما لأمرهمُ ورد ولا صدر

وما تجاوز باب الجسر من احد و ... عضت الحرب أهل المصر فانجحروا

وأدخل الخوف أجواف البيوت على ... مثل النساء رجال ما بهم غير

واشتدت الحرب والبلوى وحل بنا ... أمر تشمر في أمثاله الأزر

نظل من دون خفض معصمين بهم ... فشمر الشيخ لما اعظم الخطر

كنا نهون قبل اليوم شأنهمُ ... حتى تفاقم أمر كان يحتقر

لما وهنا وقد حلوا بساحتنا ... واستنفر الناس تارات فما نفروا

نادى امرؤ لا خلاف في عشيرته ... عنه وليس به في مثله قصر

أفشى هنالك مما كان مذ عصروا ... فيهم صنائع مما كان يدخر

تلبسوا لقراع الحرب بزتها ... فأصبحوا من وراء الجسر قد عبروا

ساروا بألوية للمجد قد رفعت ... وتحتهن ليوث في الوغى وقر

حتى إذا خلفوا الأهواز واجتمعوا ... برامهرمز وافاهم بها الخبر

نعي بشر فجال القوم وانصدعوا ... إلا بقايا إذا ما ذكروا ذكروا

ثم استمر بنا راض ببيعته ... ينوي الوفاء ولم نغدر كما غدروا.

<<  <  ج: ص:  >  >>