حتى اجتمعنا بسابور الجنود وقد ... شبت لنا ولهم نار لها شرر
نلقى مساعير أبطالا كأنهم ... جن نقارعهم ما مثلهم بشر
نسقى ونسقيهمُ سما على حنق ... مستأنفي الليل حتى أسفر السحر
قتلى هنالك لا عقل ولا قود ... منا ومنهم دماء سفكها هدر
حتى تنحوا لنا عنها تسوقهمُ ... منا ليوث إذا ما أقدموا جسروا
لم يغن عنهم غداة التل كيدهمُ ... عند الطعان ولا المكر الذي مكروا
باتت كتائبنا تردي مسومة ... حول المهلب حتى نور القمر
هناك ولوا حزانا بعد ما فرحوا ... وحال دونهمُ الأنهار والجدر
عبوا جنودهمُ بالسفح إذ نزلوا ... بكازرون فما عزوا ولا ظفروا
وقد لقوا مصدقا منا بمنزلة ... ظنوا بأن ينصروا فيها فما نصروا
بدشت بارين يوم الشعب إذ لحقت ... أسد بسفك دماء الناس قد زئروا
لاقوا كتائب لا يخلون ثغرهمُ ... فيهم على من يقاسي حربهم صعر
المقدمين إذ ما خيلهم وردت ... والعاطفين إذا ما ضيع الدبر
وفي جبيرين إذ صفوا بزحفهمُ ... ولوا خزايا وقد فلوا وقد قهروا
والله ما نزلوا يوما بساحتنا ... إلا أصابهمُ من حربنا ظفر
ننفيهمُ بالقنا عن كل منزلة ... تروح منا مساعير وتبتكر
ولوا حذارا وقد هزوا أسنتنا ... نحو الحروب فما نجاهم الحذر
صلت الجبين طويل الباع ذو فرح ... ضخم الدسيعة لا وان ولا غمر
مجرب الحرب ميمون نقيبته ... لا يستخف ولا من رأيه البطر
وفي ثلاث سنين يستديم بنا ... يقارع الحرب أطوارا ويأتمر.