للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاجتي، ثم دعت بخطمي فغسلته وغلفته ثم قالت: شأنك به الآن.

فأخذه، ثم أخبر عبد الملك، فلما دخل عليه زوجها، قال: إن استطعت أن تصيب منها سخلة.

وذكر أن ابن الأشعث نظر إلى رجل من أصحابه وهو هارب إلى بلاد رتبيل فتمثل:

يطرده الخوف فهو تائه ... كذاك من يكره حر الجلاد

منخرق الخفين يشكو الوجا ... تنكبه أطراف مرو حداد

قد كان في الموت له راحة ... والموت حتم في رقاب العباد

فالتفت إليه فقال: يا لحية، هلا ثبت في موطن من المواطن فنموت بين يديك، فكان خيرا لك مما صرت إليه! قال هشام: قال أبو مخنف: خرج الحجاج في أيامه تلك يسير ومعه حميد الأرقط وهو يقول:

ما زال يبني خندقا ويهدمه ... عن عسكر يقوده فيسلمه

حتى يصير في يديك مقسمه ... هيهات من مصفه منهزمه

إن أخا الكظاظ من لا يسأمه.

فقال الحجاج: هذا أصدق من قول الفاسق أعشى همدان:

نبئت أن بني يوسف ... خر من زلق فتبا

قد تبين له من زلق وتب ودحض فانكب، وخاف وخاب، وشك وارتاب، ورفع صوته فما بقي أحد إلا فزع لغضبه، وسكت الأريقط، فقال له الحجاج: عد فيما كنت فيه، ما لك يا أرقط! قال: إني جعلت فداك أيها الأمير وسلطان الله عزيز، ما هو إلا أن رأيتك غضبت فأرعدت خصائلي، واحزألت مفاصلي، وأظلم بصري، ودارت بي الأرض قال له

<<  <  ج: ص:  >  >>