إن الخليفة قد وارت شمائله غبراء ملحدة في جولها زور أضحى بنوه وقد جلت مصيبتهم مثل النجوم هوى من بينها القمر كانوا جميعا فلم يدفع منيته عبد العزيز ولا روح ولا عمر حدثني عمر، قال: حدثنا علي، قال: حج الوليد بن عبد الملك، وحج مُحَمَّد بن يوسف من اليمن، وحمل هدايا للوليد، فقالت أم البنين للوليد:
يا أمير المؤمنين، اجعل لي هدية مُحَمَّد بن يوسف، فأمر بصرفها إليها، فجاءت رسل أم البنين إلى مُحَمَّد فيها، فأبى وقال: ينظر إليها أمير المؤمنين فيرى رأيه- وكانت هدايا كثيرة- فقالت: يا أمير المؤمنين، إنك أمرت بهدايا مُحَمَّد أن تصرف إلي، ولا حاجة لي بها، قال: ولم؟ قالت:
بلغني أنه غصبها الناس، وكلفهم عملها، وظلمهم وحمل مُحَمَّد المتاع إلى الوليد، فقال: بلغني أنك أصبتها غصبا، قال، معاذ الله! فأمر فاستحلف بين الركن والمقام خمسين يمينا بالله ما غصب شيئا منها، ولا ظلم أحدا، ولا أصابها إلا من طيب، فحلف، فقبلها الوليد ودفعها إلى أم البنين، فمات مُحَمَّد بن يوسف باليمن، أصابه داء تقطع منه.
وفي هذه السنة كان الوليد أراد الشخوص إلى أخيه سُلَيْمَان لخلعه، وأراد البيعة لابنه من بعده، وذلك قبل مرضته التي مات فيها حدثني عمر، قال: حدثنا علي، قال: كان الوليد وسليمان ولى عهد عبد الملك، فلما أفضى الأمر إلى الوليد، أراد أن يبايع لابنه عبد العزيز ويخلع سُلَيْمَان، فأبى سُلَيْمَان، فأراده على أن يجعله له من بعده، فأبى، فعرض عليه أموالا كثيرة، فأبى، فكتب إلى عماله أن يبايعوا لعبد العزيز،