للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هم أطمعوا خاقان فينا وجنده ... ألا ليتنا كنا هشيما يزعزع

وقال ابن عرس- واسمه خالد بْن المعارك من بني غنم بْن وديعة بْن لكيز بْن أفصى وذكر علي بْن محمد عن شيخ من عبد القيس أن أمه كانت أمة، فباعه أخوه تميم بْن معارك من عمرو بْن لقيط أحد بنى عامر بن الحارث، فاعتقه عمرو لما حضرته الوفاة، فقال: يا أبا يعقوب، كم لي عندك من المال؟ قَالَ: ثمانون ألفا، قَالَ: أنت حر وما في يديك لك قال: فكان عمرو ينزل مرو الروذ، وقد اقتتلت عبد القيس في ابن عرس، فردوه إلى قومه، فقال ابن عرس للجنيد:

أين حماة الحرب من معشر ... كانوا جمال المنسر الحارد!

بادوا بآجال توافوا لها ... والعائر الممهل كالبائد

فالعين تجرى دمعها مسبلا ... ما لدموع العين من ذائد

انظر ترى للميت من رجعة ... أم هل ترى في الدهر من خالد!

كنا قديما يتقى بأسنا ... وندرأ الصادر بالوارد

حتى منينا بالذي شامنا ... من بعد عز ناصر آئد

كعاقر الناقة لا ينثني ... مبتدئا ذي حنق جاهد

فتقت ما لم يلتئم صدعه ... بالجحفل المحتشد الزائد

تبكي لها إن كشفت ساقها ... جدعا وعقرا لك من قائد!

تركتنا أجزاء معبوطة ... يقسمها الجازر للناهد

ترقت الأسياف مسلولة ... تزيل بين العضد والساعد

تساقط الهامات من وقعها ... بين جناحي مبرق راعد

إذ أنت كالطفله في خدرها ... لم تدر يوما كيدة الكائد

إنا أناس حربنا صعبة ... تعصف بالقائم والقاعد

أضحت سمرقند وأشياعها ... أحدوثة الغائب والشاهد

<<  <  ج: ص:  >  >>