للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن عرس العبدي، يمدح نصرا يوم الشعب ويذم الجنيد، لأن نصرا أبلى يومئذ:

يا نصر أنت فتى نزار كلها ... فلك المآثر والفعال الأرفع

فرجت عن كل القبائل كربة ... بالشعب حين تخاضعوا وتضعضعوا

يوم الجنيد إذ القنا متشاجر ... والنحر دام والخوافق تلمع

ما زلت ترميهم بنفس حرة ... حتى تفرج جمعهم وتصدعوا

فالناس كل بعدها عتقاؤكم ... ولك المكارم والمعالي أجمع

وقال الشرعبي الطائي:

تذكرت هندا في بلاد غريبة ... فيا لك شوقا، هل لشملك مجمع!

تذكرتها والشاش بيني وبينها ... وشعب عصام والمنايا تطلع

بلاد بها خاقان جم زحوفه ... ونيلان في سبعين ألفا مقنع

إذا دب خاقان وسارت جنوده ... أتتنا المنايا عند ذلك شرع

هنالك- هند- ما لنا النصف منهم ... وما إن لنا يا هند في القوم مطمع

ألا رب خود خدلة قد رايتها ... يسوق جهم من السغد أصمع

أحامي عليها حين ولى خليلها ... تنادي إليها المسلمين فتسمع

تنادي بأعلى صوتها صف قومها ... ألا رجل منكم يغار فيرجع!

ألا رجل منكم كريم يردني ... يرى الموت في بعض المواطن ينفع!

فما جاوبوها غير أن نصيفها ... بكف الفتى بين البرازيق أشنع

إلى الله أشكو نبوة في قلوبها ... ورعبا ملا أجوافها يتوسع

فمن مبلغ عني ألوكا صحيفة ... إلى خالد من قبل أن نتوزع

بأن بقايانا وأن أميرنا ... إذا ما عددناه الذليل الموقع

<<  <  ج: ص:  >  >>