أزال عن المصانع ذا رياش ... وقد ملك السهولة والجبالا
وأنشب في المخالب ذا منار ... وللزراد قد نصب الحبالا
قَالَ: وذو منار الذي ذكره الشاعر هو ذو منار بن رائش، الملك بعد أبيه، واسمه أبرهة بن الرائش، قَالَ: وإنما سمي ذا منار لأنه غزا بلاد المغرب فوغل فيها برا وبحرا، وخاف على جيشه الضلال عند قفوله، فبنى المنار ليهتدوا بها.
قَالَ: ويزعم أهل اليمن أنه كان وجه ابنه العبد بن أبرهة في غزوته هذه إلى ناحية من أقاصي بلاد المغرب، فغنم وأصاب مالا وقدم عليه بنسناس لهم خلق وحشيه منكرة، فذعر الناس منهم، فسموه ذا الأذعار.
قَالَ: فأبرهة أحد ملوكهم الذين توغلوا في الأرض، وإنما ذكرت من ذكرت من ملوك اليمن في هذا الموضع لما ذكرت من قول من زعم أن الرائش كان ملكا باليمن أيام منوشهر، وأن ملوك اليمن كانوا عمالا لملوك فارس بها، ومن قبلهم كانت ولايتهم بها