ذلك شر من بغاهم سوءا، حتى بعث الله فيهم طالوت ملكا، ورد عليهم تابوت الميثاق.
وكانت مدة ما بين وفاة يوشع بن نون- التي كان أمر بني إسرائيل في بعضها إلى القضاة منهم والساسة، وفي بعضها إلى غيرهم ممن يقهرهم فيتملك عليهم من غيرهم إلى أن ثبت الملك فيهم، ورجعت النبوه اليهم بشمويل بن بالي- أربعمائة سنة وستين سنة فكان أول من سلط عليهم فيما قيل رجل من نسل لوط، يقال له: كوشان، فقهرهم وأذلهم ثماني سنين، ثم تنقذهم من يده أخ لكالب الأصغر يقال له عتنيل بن قيس- فقام بأمرهم فيما قيل- اربعين سنه، سلط عليهم ملك يقال له جعلون فملكهم ثماني عشرة سنة، ثم تنقذهم منه- فيما قيل- رجل من سبط بنيامين يقال له أهود بن جيرا الأشل اليمنى، فقام بأمرهم ثمانين سنة، ثم سلط عليهم ملك من الكنعانيين يقال له يافين، فملكهم عشرين سنة، ثم تنقذهم- فيما قيل- امرأة نبية من أنبيائهم يقال لها دبورا فدبر أمرهم- فيما قيل- رجل من قبلها يقال له باراق أربعين سنة، ثم سلط عليهم قوم من نسل لوط كانت منازلهم في تخوم الحجاز فملكوهم سبع سنين، ثم تنقذهم منهم رجل من ولد نفثالي بن يعقوب يقال له جدعون بن يواش، فدبر أمرهم أربعين سنة، ثم دبر أمرهم من بعد جدعون ابنه أبيملك بن جدعون ثلاث سنين، ثم دبرهم من بعد ابيملك تولغ بن فوا بن خال أبيملك وقيل إنه ابن عمه- ثلاثا وعشرين سنة، ثم دبر