فأجرته من وقعها وكأنها ... بأكفنا شعل الضرام تطير
وصرفت بالطول العساكر قافلا ... عنه وجارك آمن مسرور
نقفور إنك حين تغدر إن نأى ... عنك الإمام لجاهل مغرور
أظننت حين غدرت أنك مفلت ... هبلتك أمك ما ظننت غرور!
ألقاك حينك في زواجر بحره ... فطمت عليك من الإمام بحور
إن الإمام على اقتسارك قادر ... قربت ديارك أم نأت بك دور
ليس الإمام وإن غفلنا غافلا ... عما يسوس بحزمه ويدير
ملك تجرد للجهاد بنفسه ... فعدوه أبدا به مقهور
يا من يريد رضا الإله بسعيه ... والله لا يخفى عليه ضمير
لا نصح ينفع من يغش إمامه ... والنصح من نصحائه مشكور
نصح الامام على الأنام فريضة ... ولأهلها كفارة وطهور
وفي ذلك يقول إسماعيل بْن القاسم أبو العتاهية:
إمام الهدى أصبحت بالدين معنيا ... وأصبحت تسقي كل مستمطر ريا
لك إسمان شقا من رشاد ومن هدى ... فأنت الذي تدعى رشيدا ومهديا
إذا ما سخطت الشيء كان مسخطا ... وإن ترض شيئا كان في الناس مرضيا
بسطت لنا شرقا وغربا يد العلا ... فأوسعت شرقيا وأوسعت غربيا
ووشيت وجه الأرض بالجود والندى ... فأصبح وجه الأرض بالجود موشيا
قضى الله ان يصفو لهارون ملكه ... وكان قضاء الله في الخلق مقضيا
تحلبت الدنيا لهارون بالرضا ... فأصبح نقفور لهارون ذميا