للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من شيعتنا وأجنادنا، فما القول؟ قَالَ: أصلحك الله، وهل أجنادك إلا من عامتك في أخذ بيعتهم وتمكن برهان الحق في قلوبهم! افليسوا وان اعطوك ظاهر طاعه هم مع ما تأكد من وثائق العهد في معارفهم، قال: فان أعطونا بذلك الطاعة قال: لا طاعه دون ان تكون على تثبت من البصائر.

قَالَ: نرغبهم بتشريف حظوظهم، قال: إذا يصيروا الى التقبل، ثم إلى خذلانك عند حاجتك إلى مناصحتهم قَالَ: فما ظنك بأجناد عبد الله؟ قَالَ: قوم على بصيره من امرهم لتقدم بيعتهم وما يتعاهدون من حظهم، قَالَ: فما ظنك بعامتهم؟ قَالَ: قوم كانوا في بلوى عظيمه من تحيف ولاتهم في أموالهم، ثم في أنفسهم صاروا به إلى الأمنية من المال والرفاغة في المعيشة، فهم يدافعون عن نعمة حادثة لهم، ويتذكرون بليه لا يأمنون العودة إليها قال: فهل من سبيل الى استفساد عظماء البلاد عليه، لتكون محاربتنا اياه بالمكيدة من ناحيته، لا بالزخرف نحوه لمناجزته! قال: اما الضعفاء فقد صاروا له البا لما نالوا به من الأمان والنصفة، وأما ذوو القوة فلم يجدوا مطعنا ولا موضع حجه والضعفاء السواد الأكثر قال: ما أراك ابقيت لنا موضع راى في اعتزالك الى اجنادنا، ولا تمكن النظر في ناحيته باحتيالنا، ثم أشد من ذلك ما قلت به وهنة أجنادنا وقوة أجناده في مخالفته وما تسخو نفس امير المؤمنين بترك ما لا يعرف من حقه، ولا نفسي بالهدنة مع تقدم جرى في امره، وربما اقبلت الأمور مشرفه بالمخالفة، ثم تكشف عن الفلج والدرك في العاقبه ثم تفرقا.

قال: وكان الفضل بْن الربيع أخذ بالمراصد لئلا تجاوز الكتب الحد، فكتب الرسول مع امرأة، وجعل الكتاب وديعة في عود منقور من أعواد الأكاف، وكتب إلى صاحب البريد بتعجيل الخبر، وكانت المرأة تمضي على المسالح كالمجتازة من القرية إلى القرية، لا تهاج ولا تفتش وجاء الخبر إلى المأمون موافقا لسائر ما ورد عليه من الكتب، قد شهد بعضها ببعض، فقال لذى الرياستين: هذه أمور قد كان الرأي أخبر عن عيبها، ثم هذه طوالع تخبر عن أواخرها، وكفانا أن نكون مع الحق، ولعل كرها يسوق خيرا.

قال: وكان أول ما دبره الفضل بْن سهل بعد ترك الدعاء للمأمون وصحه

<<  <  ج: ص:  >  >>