للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كان مسرورا بمقتل مالك ... فليأت نسوتنا بوجه نهار

يجد النساء حواسرا يندبنه ... يلطمن قبل تبلج الأسحار

قَالَ: فضجر وفعل مثل فعلته الأولى، وأطرق طويلا، ثم قَالَ:

أصعدي عشرا، فأصعدتهن، فلما وقفن على الدكان، اندفعن يغنين بصوت واحد:

كليب لعمري كان أكثر ناصرا ... وأيسر ذنبا منك ضرج بالدم

قَالَ: فقام من مجلسه، وأمر بهدم ذلك المكان تطيرا مما كان.

وذكر عن محمد بْن عبد الرحمن الكندي، قَالَ: حدثني محمد بْن دينار، قَالَ: كان محمد المخلوع قاعدا يوما، وقد اشتد عليه الحصار، فاشتد اغتمامه، وضاق صدره، فدعا بندمائه والشراب ليتسلى به، فأتى به، وكانت له جارية يتحظاها من جواريه، فأمرها أن تغني، وتناول كأسا ليشربه، فحبس الله لسانها عن كل شيء، فغنت:

كليب لعمري كان أكثر ناصرا ... وأيسر ذنبا منك ضرج بالدم

فرماها بالكأس الذي في يده، وأمر بها فطرحت للأسد، ثم تناول كأسا أخرى، ودعا بأخرى فغنت:

هم قتلوه كي يكونوا مكانه ... كما غدرت يوما بكسرى مرازبه

فرمى وجهها بالكأس، ثم تناول كأسا أخرى ليشربها، وقال لأخرى:

غني، فغنت:

قومي هم قتلوا اميم أخي

<<  <  ج: ص:  >  >>