للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتل ابنه أشخص جماعة من رؤساء قواده، منهم رستم بن دستان الشديد، وطوس بن نوذران، وكانا ذوي بأس ونجدة، فأثخنا الترك قتلا واسرا، وحاربا فراسياب حربا شديدة وأن رستم قتل بيده شهر وشهره ابنى فراسياب وان طوسا قتل بيده كندر أخا فراسياب.

وذكر أن الشياطين كانت مسخرة لكيقاوس، فزعم بعض أهل العلم بأخبار المتقدمين أن الشياطين الذين كانوا سخروا له إنما كانوا يطيعونه عن أمر سليمان بن داود إياهم بطاعته، وأن كيقاوس أمر الشياطين فبنوا له مدينة سماها كنكدر، ويقال: قيقذون، وكان طولها- فيما زعموا- ثمانمائه فرسخ، وأمرهم فضربوا عليها سورا من صفر، وسورا من شبه، وسورا من نحاس، وسورا من فخار، وسورا من فضة، وسورا من ذهب وكانت الشياطين تنقلها ما بين السماء والأرض وما فيها من الدواب والخزائن والأموال والناس وذكروا أن كيقاوس كان لا يحدث وهو يأكل ويشرب.

ثم إن الله تعالى بعث إلى المدينة التي بناها كذلك من يخربها فأمر كيقاوس شياطينه بمنع من قصد لتخريبها، فلم يقدروا على ذلك، فلما رأى كيقاوس الشياطين لا تطيق الدفع عنها، عطف عليها، فقتل رؤساءها وكان كيقاوس- فيما ذكر- مظفرا لا يناوئه أحد من الملوك إلا ظفر عليه وقهره، ولم يزل ذلك أمره حتى حدثته نفسه- لما كان أتي من العز والملك، وأنه لا يتناول شيئا إلا وصل إليه- بالصعود إلى السماء.

فحدثت عن هشام بن مُحَمَّد أنه شخص من خراسان حتى نزل بابل، وقال: ما بقي شيء من الأرض إلا وقد ملكته، ولا بد من أن أعرف أمر السماء والكواكب وما فوقها، وأن الله أعطاه قوة ارتفع بها ومن معه في الهواء حتى انتهوا إلى السحاب، ثم إن الله سلبهم تلك القوة فسقطوا فهلكوا، وأفلت بنفسه وأحدث يومئذ، وفسد عليه ملكه، وتمزقت الأرض، وكثرت الملوك في النواحي، فصار يغزوهم ويغزونه، فيظفر مرة وينكب اخرى

<<  <  ج: ص:  >  >>