للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السبب للهزيمة بالعلم وخذلانه ولده، فقال له كيخسرو: إن حقك بخدمتك لآبائنا لازم لنا، وهذه جنودنا وخزائننا مبذولة لك في مطالبة ترتك، وامره بالتهيؤ والاستعداد والتوجه الى فراسياب، والعمل في قتله وتخريب بلاده، فلما سمع جوذرز مقالة كيخسرو نهض مبادرا فقبل يده، وقال: أيها الملك المظفر، نحن رعيتك وعبيدك، فإن كانت آفة أو نازلة، فلتكن بالعبيد دون ملوكها، وأولادي المقتولون فداؤك، ونحن من وراء الانتقام من فراسياب والاشتفاء من مملكة الترك، فلا يغمن الملك ما كان، ولا يدعن لهوه، فإن الحرب دول، وأعلمه أنه على النفوذ لأمره وخرج من عنده مسرورا.

فلما كان من الغد أمر كيخسرو أن يدخل عليه رؤساء أجناده والوجوه من أهل مملكته، فلما دخلوا عليه أعلمهم ما عزم عليه من محاربة الأتراك، وكتب إلى عماله في الآفاق يعلمهم ذلك، ويأمر بموافاتهم في صحراء تعرف بشاه أسطون، من كورة بلخ، في وقت وقته لهم فتوافت رؤساء الأجناد في ذلك الموضع، وشخص إليه كيخسرو بإصبهبذته وأصحابهم، وفيهم برزافره عمه وأهل بيته، وجوذرز وبقية ولده فلما تكاملت الملحمة، واجتمعت المرازبة، تولى كيخسرو بنفسه عرض الجند حتى عرف مبلغهم، وفهم أحوالهم، ثم دعا بجوذرز بن جشوادغان، وميلاذ بن جرجين وأغص بن بهذان- وأغص ابن وصيفة كانت لسياوخش، يقال لها: شوماهان- فأعلمهم أنه قد أراد إدخال العساكر على الترك من أربعة أوجه، حتى يحيطوا بهم برا وبحرا، وأنه قد قود على تلك العساكر، وجعل أعظمها إلى جوذرز، وصير مدخله من ناحية خراسان، وجعل فيمن ضم إليه برزافره عمه وبي بن جوذرز وجماعة من الأصبهبذين كثيرة، ودفع إليه يومئذ العلم الأكبر الذي كانوا يسمونه درفش كابيان، وزعموا أن ذلك العلم لم يكن دفعه أحد من الملوك إلى أحد من القواد قبل ذلك، وإنما كانوا يسيرونه مع أولاد الملوك إذا وجهوهم في

<<  <  ج: ص:  >  >>