وقال بعض الشعراء في خلع المستعين:
خلع الخلافة أحمد بن محمد ... وسيقتل التالي له أو يخلع
ويزول ملك بني أبيه ولا يرى ... أحد تملك منهم يستمتع
إيها بني العباس إن سبيلكم ... في قتل أعبدكم طريق مهيع
رقعتم دنياكم فتمزقت ... بكم الحياة تمزقا لا يرقع
وقال بعض البغداديين:
إني أراك من الفراق جزوعا ... أضحى الإمام مسيرا مخلوعا
كانت به الآفاق تضحك بهجة ... وهو الربيع لمن أراد ربيعا
لا تنكري حدث الزمان وريبه ... إن الزمان يفرق المجموعا
لبس الخلافة واستجد محبة ... يقضي أمور المسلمين جميعا
فجنت عليه يد الزمان بصرفه ... حربا وكان عن الحروب شسوعا
وتجانف الأتراك عنه تمردا ... أضحى، وكان ولا يراع مروعا
فنزا بهم، فنزوا به وتعاورت ... أيدي الكماة من الرءوس نجيعا
فأزاله المقدار عن رتب العلا ... فثوى بواسط لا يحس رجوعا
غدروا به، مكروا به، خانوا به ... لزم الفراش، وحالف التضجيعا
وتكنفوا بغداد من أقطارها ... قد ذللوا ما كان قبل منيعا
ولو أنه سعر الحروب بنفسه ... متلببا للقائهن دروعا
حتى يصادم بالكماة كماته ... فيكون من قصد الحروب صريعا
لغدا على ريب الزمان محرما ... ولكان إذ غدر اللئام منيعا
لكن عصى رأي الشفيق وعذله ... وغدا لأمر الناكثين مطيعا