والملك ليس بمالك سلطانه ... من كان للرأي السديد مضيعا
ما زال يخدع نفسه عن نفسه ... حتى غدا عن ملكه مخدوعا
باع ابن طاهر دينه عن بيعة ... أمسى بها ملك الإمام منيعا
خلع الخلافة والرعية فاغتدي ... من دين رب محمد مخلوعا
فليجرعن بذاك كأسا مرة ... وليلفين لتابعيه تبيعا
وقال محمد بن مروان بن أبي الجنوب بن مروان حين خلع المستعين، وصار إلى واسط:
إن الأمور إلى المعتز قد رجعت ... والمستعان إلى حالاته رجعا
وكان يعلم أن الملك ليس له ... وأنه لك لكن نفسه خدعا
ومالك الملك مؤتيه ونازعه ... آتاك ملكا ومنه الملك قد نزعا
إن الخلافة كانت لا تلائمه ... كانت كذات حليل زوجت متعا
ما كان أقبح عند الناس بيعته ... وكان أحسن قول الناس قد خلعا
ليت السفين إلى قاف دفعن به ... نفسي الفداء لملاح به دفعا
كم ساس قبلك أمر الناس من ملك ... لو كان حمل ما حملته ظلعا
أمسى بك الناس بعد الضيق في سعة ... والله يجعل بعد الضيق متسعا
والله يدفع عنك السوء من ملك ... فإنه بك عنا السوء قد دفعا
ما ضاع مدحي ولا ضاع اصطناعك لي ... وقد وجدت بحمد الله مصطنعا
فاردد علي بنجد ضيعة قبضت ... فإن مثلك مثلي يقطع الضيعا
فإن رددت إمام العدل غلتها ... فالله آنف حسادي به جدعا
وقال يمدح المعتز بعد خلع المستعين:
قد عادت الدنيا إلى حالها ... وسرنا الله بإقبالها
دنيا بك الله كفى أهلها ... ما كان من شده أهوالها