نقنق، وتحته كرسي، ويدير النقنق رجل، فيدور الحسين من موقفه يمينا وشمالا، وعليه دراعه ديباج سابغه قد غطت الرجل الذى يدير النقنق، ما يراه احد، وابنه الذى كان هرب من مدينه السلام ابو الصقر قد حمل بين يديه على جمل، وعليه قباء ديباج وبرنس، وكان قد امتنع من وضع البرنس على راسه، فقال له الحسين: البسه يا بنى فان اباك البس البرانس اكثر هؤلاء الذين تراهم- وأومأ الى القتال وجماعه من الصفاريه- ونصبت القباب بباب الطاق، وركب ابو العباس محمد بن المقتدر بالله وبين يديه نصر الحاجب، ومعه الحربه وخلفه مؤنس وعلى بن عيسى واخوه الحسين خلف جمله عظيمه، عليهم السواد في جمله الجيش.
ولما صار الحسين بسوق يحيى قال له رجل من الهاشميين: الحمد لله الذى امكن منك، فقال له الحسين: والله لقد امتلأت صناديقى من الخلع والالويه، وافنيت أعداء الدولة، وانما اصارنى الى هذا الخوف على نفسي، وما الذى نزل بي الا دون ما سينزل بالسلطان إذا فقد من اوليائه مثلي وبلغ الدار ووقف بين يدي المقتدر بالله، ثم سلم الى نذير الحرمي فحبسه في حجره من الدار، وشغب الغلمان والرجاله يطلبون الزيادة، ومنعوا من الدخول على مؤنس او على احد من القواد، ومضوا الى دار على بن عيسى الوزير، فاحرقوا بابه، وذبحوا في اصطبله دوابه وعسكروا بالمصلى ثم سفر بالأمر بينهم، فدخلوا واعترفوا بخطئهم وكان الغلمان سبعمائة، وكان الرجاله خلقا كثيرا، فوعدهم مؤنس الزيادة، فزيدوا شيئا يسيرا، فرضوا.
وفي آخر شهر رمضان ادخل خمسه نفر أسارى من اصحاب الحسين، فيهم حمزه ابنه ورجل يقال له على بن الناجى لثلاث بقين من هذا الشهر، ثم قبض على عبيد الله وابراهيم ابنى حمدان، وحبسا في دار غريب الخال ثم أطلقا.
وفي هذه السنه في صفر قلد ورقاء بن محمد الشيبانى معونه الكوفه وطريق مكة، وعزل عن الكوفه إسحاق بن عمران، وكان عقده على طريق مكة وقصبه الكوفه واربعه من طساسيجها: طسوج السيلحين، وطسوج فرات بادقلا، وطسوج بابل وخطرنيه والخرب، وطسوج سورا، وخلع عليه وعقد له لواء