وفي هذه السنه اغلظ على بن عيسى لأحمد بن العباس أخي أم موسى، وقال له:
قد افنيت مال السلطان ترتزق في كل شهر من شهور الأهلة سبعه آلاف دينار، وكتب رقعه بتفصيلها، فلم تزل أم موسى ترفق لعلى بن عيسى الى ان امسك عنه.
وفي هذه السنه نظر على بن عيسى بعين رايه الى امر القرامطة فخافهم على الحاج وغيرهم، فشغلهم بالمكاتبة والمراسله والدخول في الطاعة، وهاداهم واطلق لهم التسوق بسيراف، فردهم بذلك وكفهم، فخطاه الناس فلما عاينوا بعد ذلك ما فعله القرامطة حين احرجوا، علموا ان الذى فعله على صواب كله وشنع على على بن عيسى بهذا السبب انه قرمطى، ووجد حساده السبيل الى مطالبته بذلك، وكان الرجل ارجح عقلا، واحسن مذهبا من الدخول فيما نسب اليه.
وفي هذه السنه مات ابو الهيثم بن ثوابه الاكبر بالكوفه في الحبس بعد ان أخذ منه إسحاق بن عمران مالا جليلا للسلطان ولنفسه وقيل انه احتال في قتله خوف ان يقر عليه يوما بما أخذ منه لنفسه.
وفيها مات الفضل بن يحيى بن فرخان شاه الديراني النصراني من ديرقنا فقبض السلطان على جميع املاكه، وكانت له عند رجل مائه وخمسون الف دينار، فأخذت من الرجل، ووجه شفيع المقتدرى ومعه غلمان وخدم الى قنا فاحصوا تركته وضياعه.
وفيها مات ادريس بن ادريس العدل في القادسية وهو حاج الى مكة، وكان امره قد علا في التجارة والمكانه عند السلطان، وكان يحج في كل سنه، ويحمل معه مالا ينفقه على من احتاج الى النفقة قال محمد بن يحيى الصولي: انا سمعته يوما يقول: يلزمني كل سنه في الحج نفقه غير ما اصرفه في أبواب البر خمسه آلاف دينار.
وفيها مات ابو الأغر السلمى فجاءه لسبع خلون من ذي الحجه قال نصف النهار بعد ان تغدى ثم حرك للصلاة فوجد ميتا.
واقام الحج للناس في هذه السنه الفضل بن عبد الملك الهاشمى.