للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالاحتيال لقتله، فقبض الله يده عن ذلك بصاحب لشفيع اللؤلؤى صاحب البريد، كان قد وكله به فلما خرج عن مكة لقيه اصحاب ابن يعفر، فحالوا بينه وبين الموكلين به، وأرادوا قتل الموكل به لأنه كان أضجعه بمكة ليذبحه، فخالفه عون كان معه، ودفع عنه، فمنع على بن عيسى من قتل الموكل به ولما بلغ ابن يعفر تلقاه اخوه ومعه هدايا عظيمه القدر، فاكرمه وانزله في دار عظيمه، وانزل الموكل به في دار غيرها، ولم يزل على بن عيسى يجرى بعد ذلك على العون المخالف في قتله، وعلى عياله الجرايات دهرا طويلا.

ووجه المحسن ابن ابى الحوارى الى الاهواز، فقتل بموضع يعرف بحصن مهدى، وكان نصر الحاجب يدارى المحسن وأباه، ويطيل عنده الى نصف الليل القعود، وينصرف عنه حتى اتصل به ان المحسن ضمن لعشرين غلاما عشرين الف دينار، على ان يقتلوا نصرا إذا خرج من عند ابيه في بعض الممرات فتحفظ منه، وكان لا يركب الا في غلمان كثيره وسلاح عتيد، واحتال في ازاله نصر بكل حيله، فما قدر على ذلك، واحتال على شفيع المقتدرى، فدس من يقع فيه ويقول: انه ان خرج الى الثغر يحصل عنده مال عظيم، فلم يجب الى ذلك، ونفى أبا القاسم سليمان ابن الحسن وأبا على محمد بن على بن مقله الى شيراز، وكتب الى ابراهيم بن عبد الله المسمعي في اتلافهما فسلمهما الله، ونفى النعمان بن عبد الله الكاتب، وكان رجل صدق، وقد اعتزل الاعمال، ولزم بيته وغله ضيعه له، فغربه الى واسط، ووجه المحسن رجلا كان يصحب ابن ابى العذافر خلفه، فذبحه بواسط، ونفى ابراهيم بن عيسى وعبد الله ابن ما شاء الله الى واسط، ودس إليهما من قتلهما، وطالب ابن حماد الموصلى الكاتب فقال له نصر الحاجب: سلمه الى وعلى مائه الف دينار من قبله، واسلمه بعد هذا إليكم على ان تلزموه بيته، فلم يفعل المحسن ذلك وعنف به وشتمه، فرد عليه ابن حماد القول فقتله.

وكان ابو بكر احمد بن محمد بن قرابه يتكلف للمحسن نفقاته كلها من ماله ايام نكبه ابيه وخموله، فلما ولى الوزارة اكرمه أبوه، واقبل عليه فحسده المحسن، وجعل يحتال في تلفه، وعزم على ان يركبه معه ليلا في طيارة من داره التي يسكنها المحسن الى دار ابيه بالمخرم، فإذا توسط دجلة امر من يرمى بابن قرابه فيها، وكانت ايام مدود

<<  <  ج: ص:  >  >>