للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن شعره:

النفس بالشيء الممنع مولعه ... والحادثات أصولها متفرعه

والنفس للشيء البعيد مريده ... والنفس للشيء القريب مضيعه

كل يحاول حيله يرجو بها ... دفع المضرة واجتلاب المنفعه

وله:

كل بلاء على منى ... فليتني قد أخذت عنى

اردت منى اختبار سرى ... وقد علمت المراد منى

وليس لي في سواك حظ ... فكيفما شئت فاختبرنى

وفي الصوفية من يدعى ان الحلاج كوشف حتى عرف السر، وعرف سر السر، وقد ادعى ذلك لنفسه في قوله:

مواجيد اهل الحق تصدق عن وجدي ... واسرار اهل السر مكشوفة عندي

وله:

الله يعلم ما في النفس جارحه ... الا وذكرك فيها نيل ما فيها

ولا تنفست الا كنت في نفسي ... تجرى بك الروح منى في مجاريها

ان كانت العين مذ فارقتها نظرت ... الى سواك فخانتها مآقيها

او كانت النفس بعد البعد آلفه ... خلقا عداك فلا نالت أمانيها

وحكى انه قال: الهى، انك تتودد الى من يؤذيك، فكيف لا تتودد الى من يؤذى فيك! وانشد:

نظري بدء علتي ... ويح قلبي وما جنى

يا معين الضنى على ... اعنى على الضنى

وكان ابن نصر القشورى قد مرض، فوصف له الطبيب تفاحه فلم توجد، فأومأ الحلاج بيده الى الهواء، واعطاهم تفاحه، فعجبوا من ذلك، وقالوا: من اين لك هذه؟ قال: من الجنه، فقال له بعض من حضر: ان فاكهة الجنه غير متغيره، وهذه فيها دوده، قال: لأنها خرجت من دار البقاء الى دار الفناء، فحل بها جزء من البلاء فاستحسنوا جوابه اكثر من فعله.

ويحكون ان الشبلى دخل اليه الى السجن، فوجده جالسا يخط في التراب،

<<  <  ج: ص:  >  >>