للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الذى ضمن القضاء ... مع الفروج بغير واجب

هذا قدار زماننا ... وأخو المثالب والمعائب

ولما عزل ابن ابى الشوارب تقلد ابو بشر عمر بن أكثم القضاء بغير رزق.

وقد ذكرنا خروج المهلبى قاصدا عمان، ولما بلغ الأبله، تضجر خدمه بسلوك البحر، ومفارقه نعمهم ببغداد، فسموه، ظنا منهم ان حالهم تبقى عليهم، فنشبت به المنيه وعاد الى زاوطا في محفه، يتناوبها الرجال، ومات بها في آخر شعبان.

قال التنوخي: مضيت في أول يوم من شهر رمضان لتهنئه ابى الغنائم الفضل بن المهلبى، وأبوه في الطريق لم يأت الخبر بموته، وهو جالس بداره على الصراة، في دست، ودخل عليه صهره ابو العباس بن الحسين، وابو الفرج محمد بن العباس فما تحرك لهما، فجاء خادم للفضل، فساره بشيء فقال: قم يا أبا الغنائم فقد طلبك مولانا معز الدولة، وقد مات ابوك، فقام ابو الغنائم باكيا، فقلنا: الان كنا بين يديه، وهو الساعة ذليل بين أيدينا! وختم ابو الفضل على دار المهلبى، وعلى أمواله، وعلى تجنى جاريته.

وكان المهلبى، قد اصطنع أبا العلاء عيسى بن الحسن بن ايزونا النصراني الكاتب، واستكتبه على خاصه، واطلعه على اموال وذخائر دفنها، فاخذ ابو العلاء في جمله المأخوذين، وعوقب أشد عقوبة، وضرب ابرح ضرب، وهو لا يقر بشيء ولا يعترف بذخيرة.

فعدل ابو الفضل وابو الفرج الى تجنى، فامرا بضرب ابنها ابى الغنائم بين يديها، فبكى من عرفها من الذى نم عليها، وقالت لهم: ان مولاى المهلبى فعل هذا بي حين استدعى آلات العقوبة لزوجه ابى على الطبرى، لما قبض عليها بعد وفاته، ثم قالت:

احضرونى أبا العلاء بن ايزونا، فاحضروه وحمل في سبنيه بين اربعه فراشين، فطرح بين يديها، فجعلت تسأله عن شيء، وهو يخبرها بمكانه، حتى كان في جمله ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>