دعوت ابن عبد الجن للسلم بعد ما ... تتايع في غرب السفاه وكلسما
فلما ارعوى عن صدنا باعترامه ... مريت هواه مرى آم روائما
فقال عمرو بن عبد الجن مجيبا له:
أما ودماء مائرات تخالها ... على قلة العزى او النسر عند ما
وما قدس الرهبان في كل هيكل ... أبيل الابيلين المسيح بن مريما
- قَالَ: هكذا وجد الشعر ليس بتام، وكان ينبغي أن يكون البيت الثالث:
لقد كان كذا وكذا-- فقال قصير لعمرو بن عدى: تهيأ واستعد، ولا تطل دم خالك.
قَالَ: وكيف لي بها وهي أمنع من عقاب الجو؟ فذهبت مثلا، وكانت الزباء سألت كاهنة لها عن أمرها وملكها، فقالت: أرى هلاكك بسبب غلام مهين، غير أمين، وهو عمرو بن عدي، ولن تموتي بيده، ولكن حتفك بيدك، ومن قبله ما يكون ذلك فحذرت عمرا، واتخذت نفقا من مجلسها الذي كانت تجلس فيه إلي حصن لها داخل مدينتها، وقالت: ان فجأني أمر دخلت النفق إلي حصني ودعت رجلا مصورا أجود أهل بلادها تصويرا، وأحسنهم عملا لذلك، فجهزته وأحسنت إليه، وقالت له: سر حتى تقدم على عمرو بن عدي متنكرا، فتخلو بحشمه، وتنضم إليهم، وتخالطهم وتعلمهم ما عندك من العلم بالصور والثقافة له، ثم أثبت عمرو بن عدي معرفة، وصوره جالسا وقائما، وراكبا ومتفضلا، ومتسلحا بهيئته ولبسته وثيابه ولونه، فإذا أحكمت ذلك، فأقبل إلي.
فانطلق المصور حتى قدم على عمرو، وصنع الذي أمرته به الزباء، وبلغ ما أوصته به، ثم رجع إليها بعلم ما وجهته له من الصور على ما وصفت له، وأرادت أن تعرف عمرو بن عدي، فلا تراه على حال إلا عرفته وحذرته،