للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليه، وقولا: تريد ان تمن على بنى أخي بدرهمين أنفقتهما، وامراه بالخروج عن بغداد وتسليمها الى عز الدولة.

فعاد ابن العميد الى عضد الدولة وحده، وعرفه الحال، فاضطر الى الخروج عن بغداد الى فارس، وافرج عن عز الدولة واخوته، وخلع عليهم.

وثار عليه العيارون والعامه، فقابلهم بالاستخفاف والسب، ووافق ابن العميد على الا يتخلف بعده اكثر من ثلاثة ايام.

فلما خرج، طابت بغداد لابن العميد، ونزل في الدور على دجلة، وحصلت له الزبازب والأغاني، وكانت قد حصلت بينه وبين ابن بقية موده.

وامتنع ابن العميد عن الشرب، لما قبض عضد الدولة على بختيار، فكتب اليه ابن الحجاج، وقد شرب ابن بقية:

حقي على الأستاذ قد وجبا ... فإليه قد اصبحت منتسبا

يا بن العميد وأنت سيدنا ... ما قلتها زورا ولا كذبا

يا خير اهل الارض كلهم ... اما ويا اسرى العباد أبا

مولاى ترك الشرب ينكره ... من كان في بغداد محتسبا

ان كان من غم الأمير فلم ... ووزيره بالرطل قد شربا

ان الملوك إذا هم اقتتلوا ... اصبحت فيهم كلب من غلبا

فلذاك اسكر غير مكترث ... والف من خيشومى الذنبا

يا سادتى قد جاءنا رجب ... فتفضلوا واستقبلوا رجبا

بمدامه لولا ابوتها ... ما كنت قط اشرف العنبا

خمر كمثل النار موقده ... لم تلق لا نارا ولا حطبا

من قال ان المسك يشبهها ... ريحا فلا والله ما كذبا

وكان ابن العميد، قد سال ابن الحجاج الحضور عنده، فامتنع واعتذر بانقطاعه الى خدمه عز الدولة، فسال عز الدولة حتى انفذه اليه، وشغف به وقال له: لم تاخرت عنى؟ فقال له ابن الحجاج: اننى تركت ما كان عليه أسلافي من الكتابه، وعدلت

<<  <  ج: ص:  >  >>