للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وان محمدا عبده ورسوله، وانه الذى بشر به عيسى بن مريم ع.

اما بعد، فان رسول الله ص كتب الى ان ازوجه أم حبيبه بنت ابى سفيان فاجبت الى ما دعا اليه رسول الله ص وقد أصدقتها أربعمائة دينار ثم سكب الدنانير بين يدي القوم، فتكلم خالد بن سعيد، فقال: الحمد لله احمده واستعينه واستنصره، وأشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عبده ورسوله، أرسله بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ*.

اما بعد، فقد اجبت الى ما دعا اليه رسول الله ص، وزوجته أم حبيبه ابنه ابى سفيان، فبارك الله لرسوله، ودفع الدنانير الى خالد بن سعيد فقبضها، ثم أرادوا ان يقوموا، فقال: اجلسوا، فان سنه الأنبياء إذا تزوجوا ان يؤكل طعام على التزويج، فدعا بطعام فأكلوا ثم تفرقوا.

قالت أم حبيبه: فلما وصل الى المال أرسلت الى أبرهة التي بشرتني، فقلت لها:

انى كنت اعطيتك ما اعطيتك يومئذ ولا مال بيدي، فهذه خمسون مثقالا فخذيها، واستغنى بها، فأخرجت الى حقا فيه كل ما أعطيتها، فردته الى، وقالت: عزم على الملك الا أرزأك شيئا، وانا التي اقوم على ثيابه ودهنه، وقد اتبعت دين رسول الله ص، واسلمت لله، وَقَدْ أَمَرَ الْمَلِكُ نِسَاءَهُ أَنْ يَبْعَثْنَ إِلَيْكِ بكل ما عندهن من العطر، فلما كان الغد جاءتني بعود وورس وعنبر وزباد كثير، فقدمت بذلك كله على رسول الله ص، وكان يراه على وعندي فلا ينكر ثم قالت أبرهة: فحاجتي إليك ان تقرئى رسول الله منى السلام، وتعليمه انى قد اتبعت دينه، قالت: ثم لطفت بي، وكانت التي جهزتني، وكانت كلما دخلت على تقول: لا تنسى حاجتي إليك، قالت: فلما قدمنا على رسول الله ص اخبرته، كيف كانت الخطبه، وما فعلت بي أبرهة، فتبسم رسول الله ص واقراته منها، فقال: وعليها السلام ورحمه الله.

قال ابن عمر، وحدثنا إسحاق بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن ابيه، قال: بعث رسول الله ص عمرو بن اميه الضمرى الى النجاشى يخطب عليه أم حبيبه بنت ابى سفيان، وكانت تحت عبيد الله بن جحش، فزوجها اياه وأصدقها النجاشى من عنده عن رسول الله ص أربعمائة دينار

<<  <  ج: ص:  >  >>