ثكلتك أمك! وهل رايت عالما؟ ذهب والله العلماء في كل بلد، فكان آخرهم موتا بالمدينة جابر بن عبد الله، وبمكة عبد الله بن عمر او عمرو- قال الطبرى وانا اشك وفي كتابي ابن عمر- وبالبصرة انس بن مالك، وبالكوفه عبد الله بن ابى اوفى، وبالشام ابو امامه.
وقال على بن محمد عن ابى إسحاق عن الحسن قال: دخلت على الحجاج فقال: يا حسن، ما جراك على! ثم قعدت تفتي في مسجدنا؟ قلت: الميثاق الذى اخذه الله عز وجل على بنى آدم، قال: فما تقول في ابى تراب؟ يعنى على بن ابى طالب ع؟ قلت: وما عسى ان اقول الا ما قال الله عز وجل، قال:
وما قال الله؟ قلت: قال الله عز وجل: وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ، وكان على ع ممن هدى الله، فغضب ثم أكب ينكت الارض، وخرجت لم يعرض لي احد، فتواريت حتى مات، توارى تسع سنين.
حدثنى الحارث، قال: حدثنا داود بن المحبر، قال: حدثنا الربيع بن صبيح، قال: سمعت الحسن يقول: ليس للفاسق المعلن بالفسق غيبه، ولا لأهل الأهواء والبدع غيبه، ولا للسلطان الجائر غيبه.
حدثنى الحارث، قال: حدثنا العباس بن الفضل العبدى، قال: حدثنا ابن عيينه قال: أخبرنا ابو موسى، قال: لما خرج الحسن من عند الحجاج قال: خرجت من عند احيول قصير يطبطب، شعيرات له، اخرج الى بنانا له قصيره، قلما عرفت فبها الاعنه في سبيل الله عز وجل، اما والله انهم وان ركبوا البراذين وصعدوا المنابر، ان ذل المعاصي لفي أعناقهم، ابى الله تعالى الا ان يذل من عصاه، ما زال الله يريهم في انفسهم العبر، ويرى المؤمنين فيهم المعتبر، اللهم امته كما أمات سلتك.
حدثنى الحارث، قال: حدثنا خالد بن خداش، قال: حدثنا عماره بن زاذان الصيدلاني قال: رايت على الحسن بردا عدنيا مصلبا، وقميصا شطويا ونعلا مثل حذو الفتيان