للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعانى فدخلت عليه، فحادثته، وسألني فاجبته، فقال: انى قد عزمت ان آمر بكتبك هذه التي قد وضعتها- يعنى الموطأ- فتنسخ نسخا ثم ابعث الى كل مصر من امصار المسلمين منها نسخه، وآمرهم ان يعملوا بما فيها لا يتعدونه الى غيره، ويدعوا ما سوى ذلك من هذا العلم المحدث، فانى رايت اصل العلم روايه اهل المدينة وعلمهم قال:

فقلت يا امير المؤمنين لا تفعل هذا، فان الناس قد سبقت اليهم اقاويل، وسمعوا احاديث ورووا روايات، وأخذ كل قوم بما سبق اليهم، وعملوا به، ودانوا به من اختلاف الناس وغيرهم وان ردهم عما قد اعتقدوه شديد، فدع الناس وما هم عليه، وما اختار اهل كل بلد لأنفسهم، فقال: لعمري لو طاوعتنى على ذلك لأمرت به.

وقال ابن سعد: أخبرنا ابن ابى اويس، قال: اشتكى مالك بن انس أياما يسيره، فسالت بعض أهلنا عما قال عند الموت، قالوا: تشهد ثم قال: لله الأمر من قبل ومن بعد، وتوفى صبيحة اربع عشره من شهر ربيع الاول من سنه تسع وسبعين ومائه في خلافه هارون، فصلى عليه عبد الله بْن محمد بْن إبراهيم بْن محمد بْن على ابن عبد الله بن العباس، وهو ابن زينب ابنه سليمان بن على، وكان يعرف بامه يقال له: عبد الله بن زينب، وكان يومئذ واليا على المدينة، فصلى على مالك في موضع الجنائز، ودفن بالبقيع، وكان يوم مات ابن خمس وثمانين سنه: قال ابن سعد فذكرت ذلك لمصعب بن عبد الله الزبيري فقال: انا احفظ الناس لموت مالك مات في صفر سنه تسع وسبعين ومائه وعبد الله بن المبارك ويكنى أبا عبد الرحمن، وكان من طلبه العلم ورواته، وكان من الفقه والأدب والعلم بايام الناس والشعر بمكان، وكان مع ذلك زاهدا سخيا، وولد ابن المبارك في سنه ثماني عشره ومائه، وكان من سكان خراسان ومات بهيت منصرفا من غزو الروم سنه احدى وثمانين ومائه وله ثلاث وستون سنه سمعت عبد الله بن احمد ابن شبويه، قال: سمعت على بن الحسن يقول: سمعت ابن المبارك يقول: انا لنحكى كلام اليهود والنصارى، ولا نستطيع ان نحكى كلام الجهمية سمعت عبد الله بن احمد ابن شبويه يقول: سمعت على بن الحسن يقول: قلنا لعبد الله بن المبارك: كيف

<<  <  ج: ص:  >  >>