للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعرف ربنا؟ قال: فوق سبع سموات على العرش بائنا من خلقه بحد، ولا نقول كما قالت الجهمية: انه هاهنا- واشار بيده الى الارض ومحمد بن الحسن، ويكنى أبا عبد الله، وهو مولى لبنى شيبان، كان اصله من الجزيرة، وكان أبوه في جند الشام، فقدم واسطا فولد محمد بها سنه ثنتين وثلاثين ومائه، ونشا بالكوفه، وطلب الحديث، وسمع ثم جالس أبا حنيفه، وسمع منه فغلب عليه مذهبه، وعرف به، ثم قدم بغداد فنزلها، وسمع منه بها، ثم خرج الى الرقة وهارون الرشيد بها، فولاه قضاء الرقة، ثم عزله، فقدم بغداد، فلما خرج هارون الى الري الخرجه الاولى امره فخرج معه، فمات بالري في سنه تسع وثمانين ومائه وهو ابن ثمان وخمسين سنه ويوسف بن يعقوب بن ابراهيم القاضى، وكان قد سمع الحديث ونظر في الرأي، وولى قضاء بغداد الجانب الغربي منها في حياه ابيه، وصلى بالناس الجمعه في مدينه ابى جعفر بأمر هارون، فلم يزل قاضيا بها الى ان توفى في رجب سنه ثلاث وتسعين ومائه وسفيان بن عيينه بن ابى عمران، ويكنى أبا محمد مولى لبنى عبد الله بن رويبة، من بنى هلال بن عامر بن صعصعة، وكان أبوه عيينه من عمال خالد بن عبد الله القسرى، فلما عزل خالد عن العراق، وولى يوسف بن عمر الثقفى طلب عمال خالد فهربوا منه، فلحق عيينه بن ابى عمران بمكة فنزلها.

وقال ابن سعد: أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بن عُمَرَ، قَالَ: أخبرني سفيان بن عيينه انه ولد سنه سبع ومائه، وطلب العلم قديما، وكان حافظا وعمر حتى مات ذوو اسنانه، وبقي بعدهم.

قال سفيان: وذهبت الى اليمن سنه خمسين ومائه وسنه ثنتين وخمسين ومائه ومعمر حي، وذهب الثوري قبلي بعام.

وقال ابن سعد: أخبرني الحسن بن عمران بن عيينه ابن أخي سفيان قال:

حججت مع عمى سفيان آخر حجه حجها سنه سبع وتسعين ومائه، فلما كان بجمع وصلى استلقى على فراشه، ثم قال لي: قد وافيت هذا الموضع سبعين عاما اقول في كل عام:

اللهم لا تجعله آخر العهد من هذا المكان، وانى قد استحييت من الله عز وجل من كثره ما اساله ذلك، فرجع فتوفى في السنه الداخله يوم السبت أول يوم من رجب سنه ثمان وتسعين ومائه، ودفن بالحجون، وتوفى وهو ابن احدى وتسعين سنه

<<  <  ج: ص:  >  >>