ولقد حلفت يمين صبر مؤليا ... قسما لعمرك ليس بالمتردد
إن جئت يثرب لا أغادر وسطها ... عذقا ولا بسرا بيثرب يخلد
حتى أتاني من قريظة عالم ... حبر لعمرك في اليهود مسود
قَالَ ازدجر عن قرية محفوظة ... لنبي مكة من قريش مهتد
فعفوت عنهم عفو غير مثرب ... وتركتهم لعقاب يوم سرمد
وتركتهم لله أرجو عفوه ... يوم الحساب من الجحيم الموقد
ولقد تركت بها له من قومنا ... نفرا أولي حسب وبأس يحمد
نفرا يكون النصر في أعقابهم ... أرجو بذاك ثواب رب مُحَمَّد
ما كنت أحسب أن بيتا طاهرا ... لله في بطحاء مكة يعبد
حتى أتاني من هذيل أعبد ... بالدف من جمدان فوق المسند
قَالُوا بمكة بيت مال داثر ... وكنوزه من لؤلؤ وزبرجد
فأردت أمرا حال ربي دونه ... والله يدفع عن خراب المسجد
فرددت ما أملت فيه وفيهم ... وتركتهم مثلا لأهل المشهد
قد كان ذو القرنين قبلي مسلما ... ملكا تدين له الملوك وتحشد
ملك المشارق والمغارب يبتغي ... أسباب علم من حكيم مرشد
فرأى مغيب الشمس عند غروبها ... في عين ذي خلب وثأط حرمد
من قبله بلقيس كانت عمتي ... ملكتهم حتى أتاها الهدهد
حَدَّثَنَا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني ابن إسحاق، قَالَ: هذا الحي من الأنصار يزعمون أنه إنما كان حنق تبع على هذا الحي من يهود الذين كانوا بين أظهرهم، وأنه أراد هلاكهم حين قدم عليهم المدينة،