للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسحاق (١)

عليه السلام فلا يكون تخصيصاً في الأزمان، بل رافعاً (٢) لجملة الفعل

بجميع أزمانه.


(١) هكذا في جميع النسخ إلا نسخة ش، فإن فيها ((إسماعيل عليه السلام)) . وهو الصحيح الذي أختاره، ولكني لم أشأ إثباتها في الكتاب؛ لأن نسخة " ش " كثيرة الأغلاط والتحريف، ولأني تَيقَّنْتُ من رأي المؤلف في الذَّبيْح بأنه " إسحاق " عليه السلام كما ذكره في ص (٦٥) ، وكذا رجَّحه في كتابه: نفائس الأصول
(٦ / ٢٤٥٠) ، وفي كتابه: الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة ص ٩٢.
وفي مسألة الذبيح أقوالٌ ثلاثة: الأول: أنه إسماعيل عليه السلام، والثاني: أنه إسحاق عليه السلام، والثالث:

الوقف. والذي أميل إليه أنه إسماعيل عليه السلام؛ لأن الله تعالى قال: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (١٠١) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} [الصافات: ١٠١ - ١٠٢] ، ثم قال عاطفاً على البشارة الأولى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ} [الصافات: ١١٢] ، فدلَّ ذلك على أن البشَارة الأولى شيء غير المُبَشَّر به في الثانية، فمن المقرر في الأصول أن النص إذا احتمل التأسيس والتأكيد كان حمله على التأسيس واجباً إلا لدليل، ومعلوم في اللغة أن العطف يقتضي المغايرة. والله أعلم. انظر: جامع البيان للطبري مجلد ١٢ / جزء ٢٣ / ٩٠٦، التفسير الكبير للرازي ٢٦/ ١٣٣، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١٥ / ٩٩، القول الفصيح في تعيين الذبيح للسيوطي (رسالة موجودة في الحاوي للفتاوى له) ١ / ٤٩٢ - ٤٩٨، أضواء البيان للشنقيطي ٦ / ٦٩١، نشر البنود ١ / ٢٨٨. وانظر حاشية نفائس الأصول (٦ / ٢٤٥٠) ففيها تحقيقٌ جيِّد.
(٢) في ن: ((رفعاً)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>