للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ} جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (١) وثبوت الوعيد على المخالفة يدل على وجوب المتابعة (٢) . وقوله عليه الصلاة والسلام*: ((لا تجتمعُ أمتي على خطأ)) (٣) يدل على ذلك.

الشرح

أيضاً (٤) قوله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} (٥) . قال أئمة اللغة (٦) والمفسرون (٧) : الوَسَط الخيار، سمي الخيار وَسَطاً: لتوسُّطه بين طَرَفَي الإفراط والتفريط، وإنما يحسن هذا المدح إذا كانوا على الصواب (٨) .


(١) النساء الآية: ١١٥.
(٢) تتمة وجه الدلالة من الآية: والإجماع من سبيل المؤمنين فيجب اتباعه. وتعتبر هذه الآية من أشهر الأدلة على حجية الإجماع. ويُذْكر في الاستدلال بها على الإجماع قصة لطيفة وقعت للشافعي رحمه الله تعالى. انظرها في أحكام القرآن للشافعي ١/٣٩.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) ساقطة من ن.
(٥) البقرة، من الآية: ١٤٣.
(٦) انظر: الصحاح للجوهري، لسان العرب كلاهما مادة " وسط ". وانظر: عمدة الحفاظ للسَّمِين الحلبي ٤/٣٠٩.
(٧) انظر: جامع البيان للطبري ٢/١٠، التفسير الكبير للفخر الرازي ٤/٨٨، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ٢/١٥٣.
(٨) تتمة وجه الدلالة من هذه الآية: فيكون الله عز وجل أخبر عن خيرية هذه الأمة، فلو أقدموا على شيء من المحظورات لما اتصفوا بالخيرية، وإذا ثبت أنهم لا يقدمون على شيء من المحظورات وجب أن يكون قولهم حجة. انظر: المحصول للرازي ٤/٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>