للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مقطوعاً به قبل الشافعي

رواية أرباب الأهواء إلا الخَطَّابِيَّة (١) من الرافضة لتجويزهم الكذب لموافقة مذهبهم (٢) ، ومنع القاضي أبوبكر من قبولها (٣) . واختلف العلماء في شارب النبيذ من غير سُكْر (٤) ، فقال الشافعي أحُدُّه وأقْبَلُ شهادته (٥)

بناءً على أن فِسْقه مظنونٌ وقال مالك: أحُدُّه ولا أقْبَلُ شهادته (٦) ، كأنه قطع بفسقه.

الشرح

معنى (٧) ((الفسق المظنون الذي تقبل معه الرواية)) : أن يكون هو يعتقد أنه على (٨)


(١) الخَطَّابِيَّة: طائفة من غلاة الرافضة، أتباع أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع، الأسدي مولاهم، زعم أن الألوهية حلَّت في جعفر الصادق وفي آبائه من قبل، واستباح مع اتباعه ما حرَّم الله، وزعموا أن الجبت والطاغوت هما أبوبكر وعمر وأن البقرة هي عائشة عليهم لعنة الله وسخطه. تبرأ منهم جعفر وحاربهم، وقتله والي الكوفة آنذاك من العباسيين سنة ١٤٣هـ، وكانت دعوته سبباً في نشأة الإسماعيلية الباطنية. اقرأ عن هذه الفرقة في: التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع للملطي ص١٧٢، عقائد الثلاث والسبعين فرقة لأبي محمد اليمني ١/٤٦١، الملل والنحل للشهرستاني ١/٢١٠، موسوعة الفرق الإسلامية لمحمد جواد مشكور ص٢٣٤.
(٢) انظر نص الشافعي في قبول رواية أهل الأهواء إلا من يستحل الكذب في: الأم ٦/٢٠٥، السنن الكبرى للبيهقي ١٠/٢٠٨، حلية الأولياء للأصفهاني ٩/١١٤، الكفاية في علم الرواية ص ١٢٠، ١٢٦.
(٣) انظر: المحصول للرازي ٤/٤٠١، الإحكام للآمدي ٢/٨٣، ظفر الأماني ص٤٩٠.
(٤) انظر نزاع العلماء في شارب النبيذ، هل يُعدُّ فاسقاً أصلاً، وهل فسقه مظنون أم مقطوع؟ في: شرح العضد لمختصر ابن الحاجب ٢/٦٢، البحر المحيط للزركشي ٦/١٥٨، شرح الكوكب المنير ٢/٤٠٨، تيسير التحرير ٣/٤٣. ثم انظر خلافهم في حكم شارب النبيذ في: تحفة الفقهاء للمسرقندي ٣/٣٢٥ الحاوي للماوردي ١٣/٣٨٧، بداية المجتهد ٤/١٧٤، المغني لابن قدامة ١٢/٥١٣، الذخيرة للقرافي ٤/١١٧، البناية في شرح الهداية للعيني ١١/٤٣٤، حاشية البيجوري ٢/٢٤٥.
(٥) انظر قوله في: الأم ٨/٣١٠، السنن الكبرى للبيهقي ١٠/٢١٠..
(٦) انظر: المدونة ٤/٤١٠، الكافي لابن عبد البر ص ٢ / ٨٩٦، نفائس الأصول ٧/٢٩٦١، جواهر الأكليل ٢/٢٣٥. قال يحيى الرهوني "قال بعض أصحابنا: إن ذلك منه ـ أي الإمام مالك ـ بناءً على أنه فاسق قطعاً، والظاهر أنه فاسق ظناً عنده، لكن لم يبعّض الحكم كما فعل الشافعي" ثم نقل قولاً آخر عند مالك أنه لا يُحدُّ وتقبل شهادته وقال: صححه جمع من متأخري المالكية. انظر كلامه في: تحفة المسؤول القسم ٢ / ٥٨٥. وانظر: حاشية محمد الرهوني على شرح الزرقاني ٨/١٥٥، التوضيح شرح التنقيح لحلولو ص (٣١٢) وفيه تفصيل جيد.
(٧) هنا زيادة: ((قولي)) في ن.
(٨) ساقطة من س.

<<  <  ج: ص:  >  >>