للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جوانب داره الأربعة، والمراد: أنه يُعطى من كل جانب أربعون، وقد صرح بذلك الشافعي؛ حيث قال في الشفعة من اختلاف العراقيين: وَزَعمتَ أن من أوصى لجيرانه .. قُسمت على من كان بين داره وداره أربعون داراً (١)، وأفصح عن ذلك القاضي أبو الطيب، فقال: وعدد الدور من الجوانب الأربعة مئة وستون داراً.

قال شيخنا ابن النقيب، وفيه نظر؛ فإن دار الموصي قد تكون كبيرة في التربيع، فيسامتها من كل جهة أكثر من دار؛ لصغر المسامت لها، أو يسامتها داران يخرج من كل منهما شيء عنها، فيزيد العدد.

مثال الأول هكذا: ... ومثال الثاني هكذا (٢):

[[دار الموصي]] ... [[دار الموصي]]

وقال الإمام: ظاهر المذهب أنه الذي يلاصق داره داره (٣).

وقال الماوردي: مذهب الشافعي: أنهم من نسبوا إلى سكنى محلته (٤).

٣٢٦١ - قول "المنهاج" [ص ٣٥٦] و" الحاوي" [ص ٤٢٩]: (والعلماء: أصحاب علوم الشرع من تفسير وحديث وفقه) فيه أمور:

أحدها: لا يُتوهم أنه يدخل في أصحاب الحديث الذين يسمعون الحديث ولا علم لهم بطرقه ولا بأسماء الرواة ولا بالمتون؛ فقد صرح في "أصل الروضة" بعدم دخولهم؛ لأن السماع المجرد ليس بعلم (٥)، ومقتضى كلام الماوردي: أن المقتصرين على الحفظ خاصة لا يدخلون في ذلك؛ فإنه قال فيما لو وقف على العلماء: هم علماء الدين؛ لأنهم في العرف العلماء على الإطلاق، دون القراء وأصحاب الحديث؛ لأن العلم ما تُصُرِّفَ في معانيه دون ما كان محفوظ التلاوة. انتهى (٦).

وهو مردود إلا أن يريد المقتصرين على السماع المجرد، وعبارته لا تساعد على ذلك، وذكر الحافظ أبو الفتح بن سيد الناس: أن المحدث في عصرنا: من اشتغل بالحديث رواية وكتابة وجمع رواة، واطلع على كثير من الرواة والروايات في عصره، وتبصر في ذلك حتى عُرِف خطه، واشتهر فيه ضبطه.


(١) انظر "الأم" (٧/ ١١١).
(٢) انظر "السراج على نكت المنهاج" (٥/ ١٢٨).
(٣) انظر "نهاية المطلب" (١١/ ٣١٨).
(٤) انظر "الحاوي الكبير" (٧/ ٥٣٢).
(٥) الروضة (١/ ١٦٩).
(٦) انظر "الحاوي الكبير" (٧/ ٥٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>