للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(كفؤاً لها)، فإن المتبادر إلى الفهم عرفاً من قولنا: ليس زيد كفئاً لعمرو: أن عمراً أشرف، وهذا عكس المراد هنا.

٣٥٦٥ - قول "التنبيه" [ص ١٥٩]: (ولا حرة بعبد) و"الحاوي" [ص ٤٥٩]: (وليست الحرة كفء غيرٍ) كذا الحرة الأصلية مع العتيق، وقد ذكرها "المنهاج" (١)، وكذا من مس الرق أحد آبائه وولد حراً .. ليس كفئاً لمن لم يمس الرق أحد آبائها على المذهب، وعلى هذا من مس الرق أباه أو جداً له قريباً .. ليس كفئاً لمن مس جداً بعيداً لها، واستشكله السبكي، وكذا من مسه الرق وعتق .. ليس كفئاً لمن عتق أبوها كما ذكره أبو محمد بن الحسين، وانفرد به، قال ابن الصلاح: وأظنه ابن القاضي حسين، ومن مس الرق أما له أو جدة .. قال الرافعي: يشبه أنه كذلك (٢)، ووافقه ابن الرفعة، وفي كلام الماوردي ما يؤيده (٣)، وفي "الروضة": المفهوم من كلامهم أنه لا يؤثر، وصرح به في "البيان" (٤)، والمدبر والمكاتب والمبعض كالقن، وهل العبد كفء للمبعضة؟ فيه وجهان، حكاهما الماوردي (٥)، وصحح في "الذخائر": أنه ليس كفئاً لها.

٣٥٦٦ - قول "التنبيه" [ص ١٥٩]: (ولا هاشمية بغير هاشمي) دخل في غير الهاشمي المطلبي، مع أنه كفء للهاشمية، وقد صرح به "المنهاج" و"الحاوي" (٦)، ومقتضى كلامهم: أن غير قريش من العرب أكفاء، وحكاه الرافعي عن جماعة (٧)، وقال النووي: إنه مقتضى كلام الأكثرين (٨)؛ لكن قال الرافعي: يقتضي اعتبار النسب في العجم اعتباره فيمن سوى قريش من العرب (٩)، قال النووي: وذكر الشيخ إبراهيم المروذي: أن غير كنانة ليسوا أكفاء لكنانة (١٠)، واستدل له السبكي بقوله عليه الصلاة والسلام: " إن الله اصطفى من العرب كنانة "، قال: وهو حديث صحيح (١١)، وقال الماوردي والروياني: قال البصريون من أصحابنا: غير قريش


(١) المنهاج (ص ٣٨٠).
(٢) انظر "فتح العزيز" (٧/ ٥٧٤).
(٣) انظر "الحاوي الكبير" (٩/ ١٠٤).
(٤) الروضة (٧/ ٨٠)، وانظر "البيان " (٩/ ٢٠٠، ٢٠١).
(٥) انظر "الحاوي الكبير" (٩/ ١٠٤).
(٦) الحاوي (ص ٤٥٩)، المنهاج (ص ٣٨٠).
(٧) انظر "فتح العزيز" (٧/ ٥٧٥).
(٨) انظر "الروضة" (٧/ ٨٠، ٨١).
(٩) انظر "فتح العزيز" (٧/ ٥٧٥).
(١٠) انظر "الروضة" (٧/ ٨١).
(١١) أخرجه مسلم (٢٢٧٦) بلفظ: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ... الحديث".

<<  <  ج: ص:  >  >>