للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعبارة " الحاوي " [ص ٥١٣]: (وندبت الرجعة إلى الطهر) وحمله شراحه على أن معناه: أنه بالطهر يزول تحريم الطلاق كعبارة " المنهاج "، وقال القونوي بعد حكايته بحث الرافعي المتقدم: فعلى هذا لا إشكال في قول " الحاوي ": (ونُدبت الرجعة إلى الطهر) لأن أصل الندب يحصل بذلك، وإنما كماله في انتظار الطهر الثاني. انتهى.

والذي يقتضيه لفظه: أن استحباب الرجعة ينقطع بالطهر، وبه صرح الماوردي فقال: محل استحباب الرجعة وإن أطلقها الشافعي: إن طلقت حائضاً تلك الحيضة، فإذا طهرت منها .. سقط الاستحباب؛ لأنها صارت في طهر لا يحرم فيه طلاقها، وإن طلقت طاهراً بعد جماع بقية الطهر والحيضة بعده، ويسقط الاستحباب في الطهر الثاني. انتهى (١).

وأما إباحة الطلاق في الطهر الثاني لتلك الحيضة .. فليس في عبارته ما يدل عليه.

٤٠٣٨ - قول " التنبيه " في طلاق السنة [ص ١٧٤]: (هو أن يطلقها في طهر لم يواقعها فيه) يرد عليه: ما إذا وطئها في حيض قبله، أو قال لها: (أنت طالق في آخر طهرك)، أو استدخلت ماءه .. فإن ذلك كله بدعي على الأصح كما تقدم، مع أنه طهر لم يواقعها فيه.

٤٠٣٩ - قول " المنهاج " [ص ٤٢٢]: (فيما لو قال لحائض: " أنت طالق للسنة " .. فحين تطهر) محله: ما إذا لم يطأها في ذلك الحيض كما تقدم.

٤٠٤٠ - قوله - والعبارة له - " والحاوي ": (ولو قال: " أنت طالق طلقة حسنة أو أحسن الطلاق أو أجمله " .. فللسنة) (٢) قال في " التنبيه " [ص ١٧٧]: (إلا أن ينوي ما فيه تغليظ عليه) أي: بأن يكون في حال البدعة فينوي الوقوع في الحال؛ لأن طلاقها حسن جميل لسوء خلق ونحوه.

٤٠٤١ - قول " المنهاج " [ص ٤٢٢]- والعبارة له - و" الحاوي " [ص ٥١٣]: (أو أقبح الطلاق أو أفحشه .. فللبدعة) قال في " التنبيه " [ص ١٧٧]: (إلا أن ينوي ما فيه تغليظ عليه) أي: بأن يكون في حال سنة وينوي الوقوع في الحال؛ لأن طلاقها قبيح لحسن خلق ونحوه، وقول " التنبيه " [ص ١٧٧]: (أسمج الطلاق وأقبحه) لو عبر بـ (أو) .. لكان أولى، ليستقل كل ذلك بإفادة المقصود؛ لأن الأسمج هو: الأقبح.

٤٠٤٢ - قول " الحاوي " [ص ٥١٤]: (ولا تقبل إرادة التفريق على الأقراء في ثلاثٍ وثلاثٍ للسُّنَّة) قال في " المنهاج " [ص ٤٢٣]: (إلا ممن يعتقد تحريم الجمع) (٣) ونقله الرافعي عن


(١) انظر " الحاوي الكبير " (١٠/ ١٢٤).
(٢) انظر " الحاوي " (ص ٥١٣)، و" المنهاج " (ص ٤٢٢).
(٣) أي: جمع الطلقات الثلاث في قرء واحد كالمالكي. انظر " مغني المحتاج " (٣/ ٣١٢)، و " نهاية المحتاج " (٧/ ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>