للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثانيها: قال في "التحرير": قد ينكر على "التنبيه" جَعْله الأذن من الرأس؛ فإن مذهبنا أنه عضو مستقل (١)، ويجاب: بأنه مجاوزة للمجاورة وكونها في تدوير الرأس.

ثالثها: أنه اعتبر في الإبل السبق بالكاهل، وفي "المنهاج" [ص ٥٤٢]: (بالكتف) وفي "الحاوي" و"الروضة" وأصلها: (بالكتَد) (٢) وهو بفتح التاء على الأشهر، وهي عبارة "الأم" و"المختصر" (٣)، فقال الشيخ أبو حامد وغيره: إنه الكاهل؛ فلذلك عبَّر به "التنبيه"، وذكر البغوي: أنه الكتف (٤)، وهو محكي عن الربيع؛ فلذلك عبر به "المنهاج"، لكن قال الجوهري: إن الكتد: ما بين الكاهل إلى الظهر (٥)، فعلى هذا لا يصح التعبير عنه بواحد منهما.

وقال شيخنا في "تصحيح المنهاج" بعد ذكره أن المحكي عن الجوهري هو المشهور، وعلى هذا: فحيث اعتبرنا الكتد .. لا يكتفى بالكتف؛ لأن أول الكتف قبل أول الكاهل الذي هو مجمع الكتفين؛ لأن الكتف له دورة يتسع بها، وعند اجتماع الكتفين في الأعلى لا يكون ذلك الاتساع موجودًا؛ فالاعتبار بالكتف غير معتمد. انتهى.

رابعها: مقتضى إطلاقهم: أنه لا فرق في اعتبار الكتد في الإبل بين الإطلاق وغيره، حتى لو شُرط غيره .. لبطل العقد، لكن في زيادة "الروضة": أن المسألة فيما إذا أطلقا (٦)، وكذا في "المهذب" (٧).

٥٦٥٥ - قول "المنهاج" [ص ٥٤٢]: (وقيل: بالقوائم فيهما) أي: في الإبل والخيل، قال شيخنا في "تصحيح المنهاج": يقتضي أن السبق بالقوائم مغاير لما سبق، وفي "أصل الروضة": وأما الكتد مع القدم .. فقد فرق بينهما فارقون، وأقام أحدهما مقام الآخر آخرون، وأشار الفريقان إلى أنه لا فرق بين الاعتبار بهما ولا خلاف؛ لأنهما قريبان من التحاذي، لكن بينهما مع التقارب تفاوت، ولا يبعد أن يجعل اعتبار القدم وراء اعتبار الكتد والهادي (٨)، قال شيخنا: وقوله: (ولا يبعد ... إلى آخره) ممنوع؛ فإنه إذا كان الحال في الجميع متحدًا .. لم يستقم ما قاله، وقد ذكر الإمام أن عند الاستواء ومد العنق في العدو .. يكون السابق بالهادي سابقًا


(١) تحرير ألفاظ التنبيه (ص ٢٢٧).
(٢) فتح العزيز (١٢/ ١٨٨)، الروضة (١٠/ ٣٥٩)، الحاوي (ص ٦٣٩).
(٣) الأم (٤/ ٢٣٠)، مختصر المزني (ص ٢٨٧).
(٤) انظر "التهذيب" (٨/ ٨١).
(٥) انظر "الصحاح" (٢/ ٥٣٠).
(٦) الروضة (١٠/ ٣٦٠).
(٧) المهذب (١/ ٤١٧).
(٨) الروضة (١٠/ ٣٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>