للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٤٩]: (لبس القفازين)، ولو عبر "التنبيه" بـ (أو) كقول "المنهاج" [ص ٢٠٦]: (استعمال الطيب في ثوبه أو بدنه) .. لكان أحسن، ومراد "التنبيه": أن كلًا منهما محل للتحريم، لا أنه يتوقف التحريم على اجتماعهما في التطيب، زاد "الحاوي" [ص ٢٥٠]: (قصدًا بما يُقصد به رائحته).

واحترز بالأول: عما لو ألقته الريح عليه، أو أكره عليه، أو جهل تحريمه، أو نسي كونه محرمًا .. فلا فدية، وكذا لو جهل كون الممسوس طيبًا على الأصح، بخلاف ما لو علم تحريمه، وجهل الفدية فيه .. فيجب، وينبغي في ناسي الإحرام تقييده بما إذا لم يكثر ذلك منه، كما في الكلام أو الأكل ناسيًا في الصلاة.

وبالثاني: عما لا تقصد رائحته وإن كانت له رائحة طيبة، إما لكونه يطلب للأكل أو للتداوي غالبًا كالقرنفل وسائر الأبازير (١) والتفاح والسفرجل والأترج ونحوها، أو لكونه ينبت بنفسه كالشيح والقيصوم (٢)، وفي معناها: نور الأشجار والعصفر والحناء .. فلا فدية في شيء من ذلك؛ ولهذا قال "الحاوي" [ص ٢٥٠]: (لا الفواكه والدواء وزهر البادية).

١٥٧٧ - قول "التنبيه" [ص ٧٢]: (ويحرم عليه شم الأدهان المطيبة) عبر في "المهذب" وغيره بالاستعمال (٣)، وهو أولى، واستعمالها إنما هو باستهلاكها دون شمها، وقد صرح الرافعي والنووي بأن شم ماء الورد لا يحرم (٤)، وحكى ابن يونس في "النبيه" فيه وجهين، وصحح: التحريم، واستهلاك الأدهان المطيبة داخل في قول "المنهاج" [ص ٢٠٦]: (استعمال الطيب) و"الحاوي" [ص ٢٥٠]: (والتطيب)، وقد ذكره في الأمثلة فقال: (ودهن البنفسج) (٥).

١٥٧٨ - قول "التنبيه" [ص ٧٢]: (وأكل ما فيه طيب ظاهر) يُحمَل على ظهور الأوصاف الثلاثة أو الرائحة وحدها، وكذا الطعم وحده على الأظهر، بخلاف اللون وحده؛ فإنه لا يضر على الأظهر؛ ولهذا قال "الحاوي" [ص ٢٥٠]: (كأكل طعامٍ فيه رائحته)، ويرد عليه: الطعم، وأكل ما فيه طيب داخل في عبارة "المنهاج" لأنه تطييب للبدن من داخل.

١٥٧٩ - قول "التنبيه" [ص ٧٢]: (وشم الرياحين كالورد والياسمين والورسِ والزعفران) بخلاف ما دل عليه كلامه في (الأيمان): أن الورد والياسمين ليسا من الرياحين (٦)، ولعلهما منه


(١) الأبازير: التوابل. انظر "مختار الصحاح" (ص ٢١).
(٢) القيصوم: من نبات السهل، قال أبو حنيفة: القيصوم: من الذكور ومن الأمرار، وهو طيب الرائحة من رياحين البر، وورقه هدب، وله نورة صفراء، وهي تنهض على ساق وتطول. انظر "لسان العرب" (١٢/ ٤٨٦، ٤٨٧).
(٣) المهذب (٢/ ١٥٠).
(٤) انظر "فتح العزيز" (٣/ ٤٦٩)، و "المجموع" (٧/ ٢٤٠).
(٥) الحاوي (ص ٢٥٠).
(٦) التنبيه (ص ١٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>