للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نعم؛ يرد ذلك على اعتبار " الحاوي " الفقر خاصة.

ثالثها: تعبيره وتعبير " الحاوي " بـ (الأكل) ليس المراد به حقيقته، وإنما خص بالذكر؛ لأنه أعم وجوه الانتفاعات.

رابعها: ظاهره أنه يأخذ قدر النفقة، وهو الذي رجحه الرافعي (١)، ورجح النووي: أنه يأخذ أقل الأمرين من النفقة وأجرة المثل، فقال: إنه المعروف في كتب العراقيين، ونص عليه الشافعي (٢)، وقد يفهم من قول " الحاوي ": [ص ٣١٣]: (بالمعروف) اعتبار أجرة المثل، وهو الذى ذكره الماوردي (٣).

خامسها: ظاهره أنه يستبد بالأخذ من غير مراجعة حاكم، وبه صرح ابن الصلاح في " فتاويه " (٤)، وقياسه: أنه يستبد برده أيضًا على القول برد البدل، وهو ظاهر كلام " التنبيه " أيضًا، لكن صرح الرافعي في (الوصايا) بأنه إنما يرده للحاكم؛ لأنه لا يبرئ نفسه بنفسه (٥).

سادسها: الأصح: أنه لا يرد البدل، وهو ظاهر كلام " الحاوي " لسكوته عنه.

سابعها: لا يختص باليتيم؛ فالمجنون البالغ والسفيه كذلك؛ ولذلك أطلقه " الحاوي ".

٢٢٥٣ - قول " الحاوي " [ص ٣١٣]: (ويجب حفظ مال الطفل) كذلك المجنون والسفيه.

٢٢٥٤ - قوله: (واستنماؤه قدر النفقة) (٦) أي: والزكاة ومؤن الملك إن أمكن ذلك دون المبالغة فيه، وطلب الغاية.

٢٢٥٥ - قول " التنبيه " [ص ١٠٣]: (وإن بلغ الصبي وادعى أنه باع العقار من غير غبطة ولا ضرورة؛ فإن كان الولي أبًا أو جدًا .. فالقول قولهما، وإن كان غيرهما .. لم يقبل إلا ببينة) فيه أمران:

أحدهما: أنه لا يختص ذلك بالعقار؛ فسائر أمواله كذلك على الأصح؛ ولذلك عبر " المنهاج " بقوله [ص ٢٥٨]: (ادعى بيعًا بلا مصلحة)، لكن اختار السبكي التفصيل، فيصدق على غير الأب والجد في العقار خاصة، ويصدق الولي في غير العقار؛ للاحتياط في العقار.

ثانيهما: دخل في قوله: (غيرهما): الحاكم، وقال السبكي: لم أر للأصحاب تصريحًا به، ثم ذكر أنه هو المصدق بلا يمين إن كان على ولايته، وإن كان بعد عزله .. ففيه نظر، وحكى


(١) انظر " فتح العزيز " (٥/ ٨٢).
(٢) انظر " الروضة " (٤/ ١٩٠).
(٣) انظر " الحاوي الكبير " (٦/ ٣٥٢).
(٤) فتاوى ابن الصلاح (١/ ٢٩٢) مسألة (١٥٦).
(٥) انظر " فتح العزيز " (٧/ ٢٧٢).
(٦) انظر " الحاوي " (ص ٣١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>