للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بعسقلان، وقيل: باليمن، وحُمل من غزة إلى مكة وهو ابن سنتين، ونشأ بها، ورحل إلى مالك بن أنس، وقدم بغداد سنة خمس وتسعين ومئة، فأقام بها شهرًا، ثم خرج إلى مصر، وكان وصوله إليها في سنة تسع وتسعين ومئة، وقيل: سنة إحدى ومئتين، ولم يزل بها إلى أن توفي يوم الجمعة، آخر يوم من رجب سنة أربع ومئتين، ودفن بعد العصر من يومه بالقرافة الصغرى، وقبره يزار بها بالقرب من المقطم - رضي الله عنه -، والقبة المبنية على قبره بناها الملك الكامل بعد العشرين وست مئة، ومات وعمره أربع وخمسون سنة.

ورئي له منامات حسنة، وله أشعار كثيرة، فمن المنسوب إليه:

رَامَ نَفْعًا فَضَرَّ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ ... وَمِنَ البِرِّ مَا يَكُونُ عُقُوقَا

ومن شعره:

كُلَّمَا أَدَّبَنِي الدَّهْرُ ... أَرِانِي نَقْصَ عَقْلِي

وَإِذَا مَا ازْدَدْتُ عِلْمًا ... زَادَنِي عِلْمًا بِجَهْلِي

وهو القائل:

وَلَوْلَا الشِّعْرُ بِالعُلَمَاءِ يُزْرِي ... لَكُنْتُ اليَوْمَ أَشْعَرَ مِنْ لَبِيدِ

وَلَوْلَا خَشْيَةُ الرَّحْمَنِ رَبِّي ... جَعَلْتُ النَّاسَ كُلَّهُمُ عَبِيدِي

ومناقبه وأخباره كثيرة مشهورة، رضي الله عنه، ونفعنا به.

* * *