سائر قريش، ومثلهم من الأنصار، وأربعة آلاف من سائر الناس.
ثم بايع مسلمٌ الناسَ على أنهم عبيدٌ ليزيد - كما تقدم -، فمن لم يبايعْ، أَمَر فيه بالسيف، غير علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وعلي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.
ثم خرج مسلم عن المدينة يريد مكة في جيوش أهل الشام، وانتهى الجيش إلى قديد، فمات مسلم بن عقبة هناك، فاستخلف على الجيش الحصين بن نمير، فسار الحصين بالجيش، فأتى مكة، لأربع بقين من المحرم سنة أربع وستين.
[* ذكر حصار عبد الله بن الزبير]
ولما قدم الحصين مكة، حاصر عبد الله بن الزبير أربعين يومًا، وعاذ ابنُ الزبير بالبيت الحرام، وقد سمَّى نفسَه بالعائذ بالله، واشتُهر بهذا الاسم، ونصب الحصينُ المناجيق والعرادات على مكة والمسجد الحرام من الجبال والفجاج، وابنُ الزبير في المسجد، فتواترت أحجار المنجنيق والعرادات على البيت، ورُمي مع الأحجار بالنار والنفط، ومشاق الكتان، وغير ذلك، وانهدمت الكعبة، واحترقت، ووقعت صاعقة، فأحرقت من أصحاب المجانيق أحدَ عشر رجلًا، وذلك في يوم السبت، لثلاث خلون من ربيع الأول من هذه السنة، قبل وفاة يزيد بأحد عشر يومًا.
وقد اشتد الأمر على أهل مكةَ وابنِ الزبير، ولما علم الحصينُ بموت يزيد، قال لعبد الله بن الزبير: من الرأي أن تدع دماء القتلى بيننا وبينكم، وأقبِلْ لأبايعك، واقدم إلى الشام، فامتنع عبد الله بن الزبير من