المصرية ليأخذها، فانتهى إلى غزة، ودخلها، وأخر بها، وأحرق مساجدها، ورحل عنها وهو مريض، فهلك في الطريق قبل وصوله إلى العريش، فشق أصحابُه بطنه، ورمَوْا حشوتَه هناك، فهي تُرْجَم إلى اليوم، ورحلوا بجثته، فدفنوها بقمامة، وسبخة بردويل التي هي في سبخة الرمل على طريق الشام منسوبة إلى بردويل المذكور، والحجارة الملقاة هناك، والناس يقولون: هذا قبر بردويل، وإنما هو هذه الحشوة، وكان بردويل صاحبَ بيت المقدس وعكا ويافا، وعدَّةٍ من بلاد السّاحل، وهو الذي أخذ هذه البلاد من المسلمين.
[* ذكر ظهور قبر إبراهيم - عليه السلام -]
وفي أيام الآمر، في سنة ثلاث عشرة وخمس مئة ظهر قبر سيدنا إبراهيم الخليل، وقبرا ولديه إسحاق، ويعقوب - عليهم السلام - بالقرب من بيت المقدس، ورآهم كثير من الناس، لم تبل أجسادهم، وعندهم في المغارة قناديلُ من ذهب وفضة، وتقدم ذكر ذلك في ترجمة المسترشد بالله العباسي خليفة بغداد، والله أعلم.
وكانت وفاة الآمر قتلاً من جماعة كَمَنوا له عند الجيزة، وكان في جماعة قلائلَ من غلمانه وبطانته، في نهار الثلاثاء، ثالث ذي القعدة، سنة أربع وعشرين وخمس مئة، ولم يعقِّب، وهو العاشر من الخلفاء العلويين.
وكان قبيح السيرة، ظلمَ الناس، وأخذ أموالهم، وسفك الدماء،