للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خلافة القائم بأمر الله]

هو أمير المؤمنين أبو البقاء، حمزةُ بنُ المتوكل على الله محمدِ.

مولده في سنة سبع وثمانين وسبع مئة - تقريباً -، وسمع على البرهان الشامي، والعراقي، والبلقيني، وابن الملقن، والهيثمي، وطبقتهم.

وكان رجلاً جيداً، عالماً، خَيِّراً، فاضلاً، دَيِّناً، يستحضر ويذاكر بكثير من العلوم، وكان من خيار أهل هذا البيت.

بويع له في الخلافة بعد وفاة أخيه المستكفي بالله، وكانت مبايعته في يوم الاثنين، خامس المحرم، سنة [خمس] وخمسين وثمان مئة.

وأقام إلى سلطنة الملك الأشرف أينال، فتسلَّط عليه جماعة من المماليك، وألزموه بالركوب على الأشرف أينال، وأن يستقر هو في السلطنة؛ كما وقع لأخيه المستعين بالله، فامتنع من ذلك، فألزموه به، فركب، فقدر الله بنصرة الأشرف أينال.

فقبض على الخليفة، وأحضره بين يديه، وانتشر الكلام بينهما، فقال الخليفة للسلطان: أنا ما ركبتُ عليك إلا مكرهاً، كما أكرهتني أنت على سلطنتك، فخلعه من الخلافة، وسجنه، وذلك في سنة تسع وخمسين وثمان مئة، فكانت مدة خلافته نحو خمس (١) سنوات.


(١) في الأصل: "خمسين سنة".