للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سلطنة الملك المعظم توران شاه ابن الملك الصالح]

لما توفي الملك الصالح نجم الدين أيوب، أَحضرتْ شجرُ الدرِّ جاريتُه فخرَ الدين ابن الشيخ، والطواشي جمال الدين محسن، وعرَّفتهما بموت السلطان، فكتموا ذلك خوفاً من الفرنج، وجمعت شجر الدر الأمراء، وقالت لهم: السلطان أمركم أن تحلفوا له، ثم من بعده لولده الملك المعظم توران شاه المقيم بحصن كيفا، وللأمير فخر الدين ابن الشيخ بأتابكية العسكر، فحلف الأمراء والأجناد والكبراء بالعسكر على ذلك، في العشر الأوسط من شعبان، سنة سبع وأربعين وست مئة، وكانت بعد ذلك تُخرج الكتب والمراسيم، وعليها علامة الملك الصالح، يكتبها خادم يقال له: السهيلي، فلا يشك أحد أنه خط السلطان.

وأرسل فخر الدين قاصداً للملك المعظم، فسار من الحصن، ووصل دمشق في رمضان، وَعَيَّدَ بها عيدَ الفطر، ووصل إلى المنصورة يوم الخميس، لتسعٍ بقين من ذي القعدة، سنة سبع وأربعين وست مئة، والقتال مشتد بين المسلمين والفرنج براً وبحراً، ونصر الله المسلمين، وبلغت عدة القتلى من الفرنج ثلاثين ألفاً، وأُسر ملكهم، ورحل الملك المعظَّم بالعساكر من المنصورة، ونزل بغار سكور.

وقتل في يوم الاثنين لليلة بقيت من المحرم، سنة ثمان وأربعين وست مئة، وسببه: أنه طرح جانب أمراء أبيه ومماليكه، وهددهم، واعتمد على بطانته الذين وصلوا معه من حصن كَيْفا، وكانوا أطرافاً أراذل،